ينشط هذه الأيام بعض منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول ويدعون إلى إغلاق الطرق والميناء بدعاوى مختلفة في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.
ففي ولاية البحر الأحمر يتحرك الناظر محمد الأمين تِرِك بدعوى رفضه لمسار الشرق الذي وقّع بعض أبناء شرق السودان مع الحكومة بجوبا، والرفض يأتي بحجة أن الذين وقّعوا لا يمثلون الشرق وبنفس المنطق انتصروا على قرار تعيين والي كسلا السابق المحسوب على قبيلة البني عامر بضغوط من أنصار تِرِك المحسوب على الهدندوة. فالمحتجون في الشرق يتحدث قادتهم عن مسار الشرق، ولم يتحدثون عن التنمية أو الخدمات أو التمثيل العادل في السلطة والعطش أو المطالبة بتوصيل المياه من النيل يعني، اذا تم إلغاء مسار الشرق سوف يعودون إلى ثكناتهم والذي يحدث هو تجييش للبسطاء، واستغلالهم واستخدامهم في أجندة سياسية هم ليسوا طرفاً فيها، وإغلاق الطرق تُعتبر جريمة يجب أن يُحاسب مُرتكبها، والحديث عن الانفصال خط أحمر ويُعتبر من أكبر مهددات الأمن القومي ووحدة البلاد وتماسكها، والأمن القومي، هو مفهوم حماية الحكومة والبرلمان للدولة والمواطنين عبر سياسات فرض السلطة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو دبلوماسية أو عسكرية.
ويساند الفلول بعضهم بعضاً إعلامياً ومادياً ولوجستياً ودعم بالعنصر البشري، وعلى والي نهر النيل الدكتورة آمنة المكي تفعيل قوانين الطوارئ القصوى وحسم الفلول.
فقطع الطريق جريمة يُعاقب عليها القانون ومن حق أي مواطن التظاهر، ولكن ليس من حقه منع الركاب والمسافرين وتعطيل مصالح الناس والمرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وهذا الأمر يؤثر في الاقتصاد الوطني ويتضرّر منه المواطن بصورة مباشرة، أولهم مواطن تلك المناطق المعنية بالأمر، رغم أنّ هنالك حديثاً عن السماح للبصات السفرية بالعبور وهذه نقطة جيدة، فلا أحد يمكنه فرض رأيه أو مزاجه على الشعب السوداني سواء أكان جهة جغرافية أو إثنية وحتى لو كانت تمتلك الدبابات وليست العصى والسيوف، الوطن فوق الجميع ولا تهاون في الحفاظ على الأمن القومي ومقدرات الشعب.
ما يعجبني في الدكتورة آمنة المكي أنها شجاعة وواجهت الفلول بكل رباطة جأش وثبات وهزمتهم، وقد أطل من ولايتها اليوم كيان قبلي يساند كياناً قبلياً، والعجب من يقوده يحمل رتبة عسكرية رفيعة المستوى، ونأمل من الحكومة المركزية تحجيم الخطاب القبلي ومُحاسبة مُروِّجيه حتى يتم الحفاظ على الوطن وآمنه وسلامة مجتمعه من التقزم والتفتيت، وبناء سودان جديد عابر للجغرافيا والإثنيات.