صلاح الدين عووضة يكتب : بسيـــط!!
وبسيطٌ جداً..
ونُصيغه على إيقاع مقطع أغنية لأبي داؤود؛ أو نضبطه على موجته..
وهو المقطع الذي يقول:
في حب يا اخوانا……. أكتر من كده؟..
ونقول نحن:
في سؤال يا اخوانا…… أبسط من كده؟..
وطرحته كخاطرة أسفيرية قبل يومين… وقلت أتمنى جواباً منطقياً عنه..
فالصحيح لغةً أن يُقال أجاب عن السؤال… لا عليه..
وأضفت: إجابةً بعيدةً عن التهريج… والتخوين… ورمي اللوم على الفلول..
بعيدةً عن (شماعات) حفظناها عن ظهر قرف..
ونص السؤال: كيف نجحت الإنقاذ في (حصر) واقعنا داخل حدود الممكن؟..
رغم ما كان مفروضاً عليها من (حصار)؟..
ويكفي أن تقارن كل شيء الآن بكل شيء في عهد سيئ الذكر المعزول..
الكهرباء… المياه… الأسعار… الدواء… الجنيه..
كل شيء… كل شيء؛ فستجد أن نسبة الفرق – سوءاً – بلغت نحو 500%..
مع أن الحصار بات من ماضي الذكريات..
لا حصار… لا مقاطعات… لا استهدافات… لا عقوبات… ولا ملاحقات..
وعلى الرغم من ذلك فإن وضعنا اليوم أسوأ..
أسوأ بنسبة 500%… وزيادات الأسعار 500%… ومعدل التضخم 500%..
وتعرفة الخدمات – بما فيها الكهرباء – 500%..
والبارحة فرح رموز حكومتنا – ومن تبعهم بإذعان – بانخفاض التضخم..
قالوا: هذا يُثبت أننا نسير على الطريق الصحيح..
فتصدى لهم الخبير الاقتصادي – الشهير – عصام بوب متسائلاً بمنطق..
بمنطق اقتصادي قائلاً لهم (بأمارة إيه؟)..
ثم أوضح لهم – منطقياً – استحالة حدوث ذلك بما أن كل شيء كما هو..
وهم أنفسهم كما هم… كما هم تماماً..
فما الذي جرى – إذن – لتنخفض نسبة التضخم بلا سبب… بلا أي سبب؟..
ثم نصحهم بضرورة التعامل بشفافية مع الناس..
أو بمعنى آخر غير مغلفٍ بالحياء: لا تكذبوا على الناس… وأنفسكم..
فلا يمكن أن تُضاف إلى مصيبة الفشل رذيلة الكذب..
وما زال سؤالاً قائماً ببساطته: لماذا فشلت حكومتنا فيما نجحت فيه الإنقاذ؟..
ما نجحت فيه من (حصار) للفشل في حدود المعقول؟..
لماذا لم تحافظ حتى على ما ورثته منها من أوجه فشل كنا نقدر على تحملها؟..
علماً بأننا نتحدث هنا عن الفشل الاقتصادي..
وذلك كيلا يقول لنا بعضهم: يكفي أنك تكتب بحرية دون خشيةٍ من اعتقال..
وكأن هذه الحرية هي غاية المنى..
يعني ما دمتم تنعمون بحرية الكلمة – والكلام – فماذا تبغون أكثر من ذلك؟..
فهي تُغني عن أي شيء آخر..
عن الكهرباء… عن الماء… عن الدواء… عن الغذاء… عن الهناء عموماً..
هناء البال – والعيش – ولو في حده الأدنى..
وهم – في المقابل – يستمتعون بضروب الهناء كافة؛ وبلا سقف حدود..
وما زال سؤالنا قائماً بكل بساطة منطقه..
لماذا – على الأقل – لم تحافظ حكومتنا على ما ورثته من الإنقاذ من فشل؟..
لماذا نجحت الإنقاذ فيما فشلت فيه هي؟..
لماذا – في مجال الكهرباء تحديداً – لم تُبق على سابق قطوعاتها كما هي؟..
ثم يصرخ رموزها – ومن تبعهم بإذعان – (ح نبنيهُ)..
يصرخون من غير خجل؛ ولا يسألون أنفسهم: كيف سنبني بدون كهرباء؟..
ويظل السؤال قائماً إلى أن نجد إجابة (منطقية) عنه..
لماذا فشلتم في المحافظة على (فشل) الإنقاذ؟… أو على ذاك القدر من فشلها؟..
وتابعٌ ظريف من تابعيهم – بإدمان – يحاول أن يُجيب..
يحاول من وراء الحدود – جنوبي الفيل – عبر قصةٍ طريفة يرويها لنا..
وتحكي عن رجلٍ يُبيع أثاث بيته ليصرف على أهله..
يبيع منه كلما ضاق عليه الحال؛ حتى لم يبق – أخيراً – سوى شيء واحد..
وهو سرير (الدبل) بغرفة النوم..
وحين يُفكر في بيعه – هو نفسه – تصيح زوجته (طيب ح ننوم على شنو؟)..
وهذه هي – يقول جنوبي – حكاية الإنقاذ مع شعبها..
وإذ يواجهنا بإجابته هذه أسفيرياً يظن أنه قد (جاب ديب المنطق من ديله)
وذلك رداً على تساؤلنا المنطقي هذا..
ونرد عليه – فوراً – بمنطق أشد بساطةً من منطق سؤالنا البسيط ذاته..
فالإنقاذ حكمت ثلاثين عاماً..
فهل يُعقل ألا تصل مرحلة بيع سريرها (الدبل) هذا طيلة عقودٍ ثلاثة؟..
إذن فهذا – في حد نفسه – نجاح..
ويبقى تساؤلنا (العكليت) هذا قائماً – بكل بساطته – في انتظار جوابٍ منطقي..
وبسيــــط!!.