(1)
يحكي الموسيقار محمد سراج الدين ويقول (هذه الأغنية لها قصة .. وهي إننا كنا في جبل مرة في رحلة للمعلمين والمعلمات وكان معنا الأستاذ الفنان محمد ميرغني والفنانة زينب الحويرص.. وأذكر أمضينا في جبل مرة حوالي 21 يوما.. وأنا كنت المشرف الثقافي لهذه الرحلة وكان من واجباتي توثيق وتسجيل كل شئ يحدث.. ومن ضمن الأشياء التي قمت بتسجيلها وكان ذلك في آخر يوم لنا هناك.. حيث سجلت إحساساً موسيقياً عابراً وهو أشبه بالمقطوعة الموسيقية وفكرته تخليد لتلك الأيام الجميلة في جبل مرة.
(2)
اذكر أن الفنان محمد ميرغني كان يجمّع مثل تلك التسجيلات ويحفظها عنده.. وبعد حضورنا للخرطوم ذهبنا لمحمد ميرغني في منزله أنا والشاعر التجاني حاج موسى.. وحتى يذكرنا محمد ميرغني بأيام رحلة جبل مرة قام بتشغيل شريط الكاسيت الذي سجّلت فيه المقطوعة الموسيقية.. أنا لحظتها انفعلت وعادت في ذاكرتي كل الرحلة وقلت بعفوية (والله أيام يا زمان).. وكان الشاعر التجاني حاج موسى لحظته يمسك ورقة فكتب عليها ـ والله أيام يا زمان ـ ثم دخلت في (ونسة) جانبية مع محمد ميرغني نتذكّر كل ما حدث في أيامنا التي قضيناها في جبل مرة.. وفي تلك الأثناء كتب التجاني نص أغنية والله أيام يا زمان.. وبنفس ذلك الإحساس الموسيقي قمت بتلحين الأغنية.
(3)
كان أول من سمعها هو مصطفى سيد أحمد وقمنا بعد ذلك بتقديمها في واحدة من ليالي معهد المعلمين الثقافية.. وقمنا كذلك بتسجيلها في الإذاعة والتلفزيون مع مجموعة من الأغنيات الاخرى.. ووجد مصطفى سيد أحمد قبولاً شديداً من المُستمعين وبدأ يكون له قاعدة من المعجبين.. لذلك صرف النظر عن فكرة الهجرة والاغتراب التي كانت معشعشة في ذهنه.. وبعد ذلك جاء مهرجان الثقافة وشاركنا فيه بأغنية (الشجن الأليم).