سألت أنديرا غاندي والدها الزعيم جواهر لال نهرو
ماذا يحدث في الحروب؟
رد والدها نهرو عليها ينهار الاقتصاد.
قالت لأبيها وماذا يحدث بعد انهيار الاقتصاد،
أجابها والدها تنهار الأخلاق.
قالت لأبيها. وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق؟
قال نهرو راداً عليها وبمنتهى الحكمة، وما يبقيك في بلد انهارت أخلاقه.
يستطيع المرء أن يتعايش في مجتمع به النقص الغذائي والاقتصادي والترفيهي، إلا انعدام الأخلاق لسبب، يسود اللئام والسفلة وتذهب الاعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء الى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة. لأن بانهيار الاخلاق تذهب الفضائل وتبقى الرذائل، ويغادر الكرام ويبقر في المجتمع اللئام، ويسوس الناس الرويبضة.
إن السودان الآن دخل مرحلة الفوضى وانعدام وانهيار الاخلاق. وأُلغيت اغلب القوانين التي تنظم المجتمع في سلوكه ومظهره، واذا انفرط عقد الاخلاق وانهارت القيم وصارت الدولة في حالة ام كواك نهب وسلب وطعن وقتل، بل انفرط الأمن، وقلّت سلامة الافراد، وقتل المرء لأبسط حاجة. ويتم ذلك في وضح النهار.
الآن كل مدن السودان كثر فيها النهب والسلب والقتل نسبةً لانعدام الخُلق، وسبب ذلك الفقر وبرنامج الحكومة الذي تكرس فيه العلمانية، وتبعد كل مظاهر الدين والتدين، ويسود المجتمع الرذيلة ويدخل مرحلة الانحطاط الاخلاقي، ويروج للسلوك الشائن في المجتمع، وتباح كل قاتلات الدين، ويشدد ويسب كل شخص ملتزم بدينه، ويحاصر ويضغط عليه الفاجعة الكبرى هي صمت المجتمع المسلم على هذه الحال.
ان السودان داخل في مرحلة الإباحية لان كل ملامح المجتمع المسلم ذاهبة تختفي.
إن ما يجري في السودان الآن فوق للجوع والفاقة وهو الفساد الأخلاق الذي عم القرى والحضر وصار على قفا من يشيل، وصرنا دولة يمارس فيها الفجور والفسوق، حتى فكّر كل شريف بالهجرة.
اذا زغم خواء البطون ولكن الأخطر خواء القلوب والارواح، بل كثرت جرائم السلب والنهب والقتل وبات الشخص مهدداً في عرضه وماله واهله.
ولذلك صدق الشاعر عندما قال إنما الامم الأخلاق ما بقيت إن هموا ذهبت اخلاقهم ذاهبوا.
بناء الأمم لا يتم بالسلوك السيئ المشين، ولكن يتم بالتربية.
ولذلك صدق نهرو بلد انهارت فيها الأخلاق ما يبقى الشخص فيه.
أعتقد أن السودان اليوم في مرحلة خطيرة جداً محتاج الى ذوي الألباب والعقول.