نشأ شاعرنا اسماعيل حسن في بيت أهله متذوقون للشعر، فوالدته وجدته كتبتا الشعر وساعده ذلك في أن يكتب الشعر منذ نعومة اظافره وباللغة العربية الفصحى وبالعامية، وهنا تصمت أماني فجاءه وكأنها تستدعي ذاكرتها فأسعفها عبد الجليل قائلاً: أشعار الوالد خرجت الى الناس من خلال صوت منى الخير وسيد خليفة وكان في تلك الفترة يسكن مع الاسرة في مدينة السجانة وشارك مع الفنان عثمان حسين وآخرين في تأسيس مركز شباب السجانة وكان مقيماً ما بين القاهرة والخرطوم.
شراكة إبداعية:
وردي وإسماعيل حسن.. واحدة من أجمل الشراكات الإبداعية التي أنتجت إبداعاً خالصاً مازال حتى اليوم حاضراً ومتجدداً.. ورغم رحيلهما.. ولكن الإبداع الذي قدّماه كان بمثابة نقش على حجر لا يعرف الزوال.. ومعروف تاريخياً أن الملحن خليل أحمد والبروفيسور علي شمو لعبا دوراً مهماً في لقاء محمد وردي بالشاعر اسماعيل حسن وطلبا منه أن يقدم له بعض الأغنيات ومن ثم توالت الأعمال بينهما حتى صارت ثنائية ما بينهما يضرب بها الأمثال في الوسط الفني واسماعيل له اكثر من 250 أغنية مسجلة في الإذاعة وهذا ما حصرته أسرته.
وردي يكتب:
وكتب الراحل وردي في ديوان إسماعيل حسن الحرف والوتر عن لقائهما قائلاً: التقينا في الخرطوم صدفة ومنذ ذلك اليوم صرنا كتوأمين، كان الراحل من أعظم شعراء الغناء الرومانسي، حيث كان مجدداً وأتى بمضامين جديدة وفي القرن العشرين كان أشهر الشعراء الغنائيين السودانيين وكان جمهوره يحييه ويصفق له في الشوارع أينما وجدوه وكنا ثنائياً ناجحاً جداً لأننا أولاً أبناء منطقة واحدة.
الطمبارة:
وثانياً كنا نعرف تراث المنطقة بأكملها وكما كان هو في طبيعته تربالاً أنا أيضا كنت تربالاً ابن تربال (وطمباري)، فالتقينا ليس لقاءً عادياً إنما مشاعرنا كانت موحدة، ولهذا السبب كنا ننتج إنتاجا غزيراً واكتسحت أغانينا السودان بأكمله في وقت وجيز ومازال صدى (خاف من الله والمستحيل ولو بهمسة والأغاني الخفيفة صدفة .. غلطة .. حنية وغيرها) هي التي تحرك الأجيال الحديثة، أما نور العين فأصبحت كالسلام الوطني.
يحكي عن حياته:
تمت استضافة الشاعر إسماعيل حسن في أحد البرامج الاذاعية وحكى عن حياته بشكل درامي وتم تكريمه في مهرجان الثقافة بوسام من الدرجة الأولى وكان ذهبياً في عهد الرئيس محمد جعفر نميري من خلال أغنية بلادي أنا.. وبعد وفاته كرّمته مؤسسة أروقة وساقت أماني وبقية الأسرة الكريمة الشكر الى الأستاذ السمؤال خلف الله وسيد هارون، على تكريمهما له الذي امتدّ لأكثر من يوم وطُبعت له مجموعة شعريّة.