الغالي شقيفات يكتب : الشائعات وعلاجها
انتشرت في الآونة الأخيرة الأخبار المفبركة وذات الغرض والأجندات وخاصة في دارفور، حيث نشر بعض النشطاء السياسيين أخباراً عن إتلاف مزارع في شمال دارفور، مستندين على صور نُشرت في أحد المواقع بدولة النيجر في شهر أغسطس، وهنالك اختلافات للمدقق الحصيف في طبيعة الأرض، وكذلك في حجم وطول العيش، حيث لا يوجد عيش فاسخ أو رابط بالمناطق المذكورة في هذا التوقيت، كما أن النبات مختلف وإذا هذه الصور وكثافة الشائعات صدق الكثيرون الحملة ذات الغرض وانساقوا وراءها.
للحكومة والأفراد حلول لمواجهة خطر الشائعات سواء النفسية أو الحسية: المنطقية في التعامُل مع الأخبار. التأكد من المصدر خصوصاً مع الأخبار الحساسة والمهمة. التوعية، ومحاربة الصفحات والمنتديات التي تنشر (تنسخ وتلصق) أخباراً بلا مصادر, ولكن الحكومة غير حريصة لمعالجة هذه الأمور وربما للقائمين بالأمر أغراض وعلاج الشائعات. وما يحدث الآن يؤدي لتعبئة سالبة.
واستخدام الشائعات كسلاح سياسي ليس بالأمر الجديد، بل ظلّت الأخبار المُزيّفة جزءًا رئيسيًّا من حملات الدعاية والحروب النفسية عبر عقود، ولكن تكتسب الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقروبات الواتساب بصفة خاصة زخمًا جديدًا في ظل عوامل رئيسية، أهمها: اتساع نطاق الانتشار بما قد يمتد للعالم أجمع، وسهولة تجهيل مصدر الشائعة وإطلاقها، خاصةً مع انتشار الحسابات الوهمية التي تُقدّر بالملايين، ولكن مع التطور الكبير، من السهل جداً الوصول الى مصدر المعلومة إذا كانت الحكومة جادة ويهمها الأمر، خاصة أن لها القدرة على مراقبة التلفونات وتحديد مكانها ومعلومات المُستخدم الشخصية.
فالحكومة مُطالبة الآن بتطهير المواقع الإلكترونية من المعلومات المُزيّفة ووضع ضوابط لإنشاء الصحف الإلكترونية والمنتديات والمنصات حتى لا تكون فتنة ويتضرر منها الوطن والمواطن.
عموماً, نحن كقادة رأي يجب أن تكون لنا أدوار في توعية المجتمع والحفاظ على النسيج الاجتماعي من التفتيت سواء كان عبر الدعوات الجهوية والإثنية كما هو حاصل في الشرق أو بعض أجزاء السودان الأخرى، وبالتالي يُمكن المُساعدة في حفظ الأمن والسلم المجتمعي، وبالقضاء على الشائعات يمكن القضاء على المخاطر التي تُهدِّد الوحدة الوطنية والاجتماعية وتضرب السياسات الاقتصادية وقتلها في مهدها.