ياسر زين العابدين المحامي يكتب : الأقنعة والزيف!!!
عكس التوقعات التي رسمت هناك…
والثورة تتخلق في القيادة العامة…
قالوا الزمن لا يسمح بالتلكؤ كل يوم يمضي خصماً على الوطن…
لم يعد هنالك مُتّسعٌ من الزمن…
يلزم استلام المكون المدني لمقاليد السلطة…
ببهرجها وزيفها وخطلها ونفاقها… بكل وعودها الوهم…
والناس لا تعرف المفردات الفضفاضة
لكنها هتفت…
حباب المدنية وتباً لسواها…
ربط الوزراء كرفتات بألوان زاهية…
بتواضع جم ركبوا الحافلة وأرسلوها
في الميديا وثمة إعجاب…
استلموا الأعباء بغرض إنفاذ الوعد…
بتنفيذ حلول للأزمات.. ميعادهم أن
يحال الوطن لِجنة…
وزعوا المناصب قسموا المقسم طفقوا
محاصصة معيبة…
ومخصصات وسيارات ونثريات…
يحدث والمواطن يعاني الشظف…
لانعدام أبسط مقومات الحياة…
فكبّروا الكيكة لتقسم بسفه…
والواقع ترد وإفلاس وشبه انهيار…
أغمضوا عيونهم… فالحياة الجديدة
زاخرة بالرفاه…
أنستهم ظروف الناس.. كل الناس…
وقف هذا المد والنزيف المفضي للغثيان فرض عين…
لكنهم مضوا بطريق العهد البائد
بسرعة الصاروخ…
سلكوا دربه.. اقتفوا أثره وتحاذوا
معه وقع الحافر بالحافر…
المنكب بالمنكب بزمن قياسي…
والشعب ذاهل ومحبط وغير مصدق..
تحمّل أعباءً تَنُوء عن حملها الجبال…
تجهمه واقع أليم وهم غير عابئين…
عجزوا عن تقديم الأدنى غير مُدركين نُذر أخطائهم وتراكماتها..
والمواطن يدفع استحقاقات لم يجن ثمارها…
لماذا يدفع ولا يحصل على المُقابل…
لماذا يمضي لحتف أنفه ونراهم همّهم ياقاتهم اللافتة…
بابتساماتهم الصفراء بكلامهم المكرور بتصريحاتهم المملة…
بعرباتهم ونثرياتهم وصيانة مساكنهم ومكيفاتهم وأثاثهم الفاخر…
وهناك بأطراف الوطن…
رجل أشعث أغبر ينتظر دوره بمخبز مهترئ.. والمخبز ينفث دخاناً أسود يخبز دقيقاً بلون منفر ومخيف…
تسوقه خطاه المنهكة نحو بضع أرغفة
لا يقمن الصلب…
الثورة مضى منها عامان ونصف العام
ومازال هُناك مُتّسعٌ للصبر…
للتجارب وللأخطاء وللكلام الوهم… لكرفتاتهم وأثاث مساكنهم.. لنثرياتهم المليارية…
الوقت يسمح لتكبر الكروش المُتخمة…
ما زال هُناك مُتّسعٌ من الزمن لتغيير أقنعة الزيف….
)الله غالب(