سجّل الدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيس مجلس الوزراء أمس، زيارة لمقر قيادة الدعم السريع برفقة مجلس الوزراء في ظل حديث كان يتردّد عن خلاف بين المكونين العسكري والمدني، وهذه الزيارة المهمة تؤكد تماسك طرفي الوثيقة الدستورية، كما أنها تصيب دعاة الفرقة والشتات في مقتل، وهذا هو الطريق الأمثل لتحقيق أهداف الثورة والتحول الديمقراطي، وهي خطوة مطلوبة للمصالحة الشاملة وانتصار لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم عن طيب خاطر، وجعلوا لقاء أمس ممكناً.
وبفضل جهود النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في تحقيق السلام، كان وجود الدكتور جبريل إبراهيم، وبحمايتهم للثورة كان وجود خالد سلك بينهم ممكناً، وكان بفضل الثورة وجودنا هنا جميعا ممكناً، وعادة للجيوش أدوار كبيرة في التحول الديمقراطي، والقوات المهمة والمؤثرة كقوات الدعم السريع لا بد لها ان تكون جزءاً أساسياً في أي معادلة أو أي تحوُّل، والواقع الآن لا يمكن أن يتم تجاوز الدعم السريع في أي مُعادلة، وهذا ما أكده الدكتور حمدوك رئيس مجلس الوزراء مساء أمس لدى مخاطبته اللقاء، وأكثر ما يُطمئن الشعب السوداني، تأكيد قائد قوات الدعم السريع المستمر بأهمية الانتخابات والانحياز لخيار الشعب السوداني الذي مهر ثورته بالوعي والتضحيات الجسام.
ويمكن القول إن رسائل حمدوك وحمدان أمس كانت إيجابية جداً، وتُصب في مسار التحوُّل المدني الديمقراطي، وتؤكد الأدوار الكبيرة المنتظرة لقوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة وصناعة التغيير وتأمين الحدود والمصالحة الوطنية سياسياً واجتماعياً، والسودان الآن أكثر حوجة إلى الوحدة والتماسُك والتعاضُد ومقاومة خطاب الكراهية المستشري في الكثير من المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية مُكملة للعسكرية والعكس، وكنت أمس حضوراً في اللقاء.
وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، إن الزيارة تُجسِّد معاني الشراكة ومضامين الشراكة بين طرفي الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، وهذا يعني اعتراف الثورة بدور الدعم السريع الكبير في صناعة التغيير وتحقيق السلام، ودوره المُنتظر في التحوُّل الديمقراطي السلمي، ويؤكد كذلك أهمية هذه القوات ودورها الذي يتجاوز الحدود، وإنّ الغرب وأمريكا همّهم الأول إيقاف الهجرة عبر المتوسط إلى أوروبا، ووقف العنف والقتال في السودان ودول الجوار، وهذا لا يتم إلا بوجود قوات منظمة ذات تجربة عالية وكفاءة قتالية، وهو ما يتوفّر في قوات الدعم السريع بقيادة قائدها العام الفريق أول محمد حمدان دقلو والشعب تابع هذه الزيارة بصورة كبيرة وغيّرَت الكثير من المفاهيم.