د. يعقوب عبد الكريم نورين يكتب.. مُبادَرات الشباب هي الحَل
من أجمل الأشياء التي أنتجتها ثورة ديسمبر المجيدة، التلاحُم الشبابي الذي أدهش العالم، ومثل ذلك التلاحُم أسمى معاني الانصهار، وقدمت الثورة أروع معاني التنوع الذي يزخر به السودان، وبعد نجاح الثورة قدمت مبادرات شبابية لا تُحصى ولا تُعد، حقق بعضها أهدافه والبعض الآخر لم يرَ النور، وماتت معظم المبادرات وانزوى معظم شباب الثورة الفاعلين وفضّلوا أن يكونوا في مقاعد المتفرجين على سعي بعض أو جل قوى الثورة نحو المغنم والمكسب، وبدأت جذوة الثورة تتلاشى رويداً رويدا حتى صار مناصرو الثورة يعضون بنان الندم على إخوانهم الذين سقطوا شهداء مهراً لهذه الثورة التي بدأت ثورة وعي، قبل أن يتسلّق ظهرها المنتفعون وأصحاب الغرض، ويطمسوا أهم ملامحها، ويفتُّوا عضدها، لم يكن أشد المُتشائمين يظن أن تؤول تلك الثورة إلى هذه الحالة من الوهن والضياع، وغياب البصر وضعف البصيرة لدى من يسمون أنفسهم قادة الثورة الذين جاءوا في غفلة من الزمان وامتطوا صهوة جواد الثورة الجامح وبعد الوصول إلى المُبتغى ركلوا كل ما يقف في وجه طُموحهم.
على شباب الثورة أن يأخذوا زمام المُبادرة لمعالجة التشوُّهات التي غشيت وجه الثورة وإعادة المفاهيم الثورية الرائعة التي تتحدّث عنا كسودانيين ليس بيننا تمييزٌ قبليٌّ أو عرقيٌّ أو جهويٌّ، وإنما بلد تضم ذاك الخليط الذي يتزيّن بخُضرة النيلين، وجمال دارفور، وروعة كردفان، وطِيبة الشمال، وشهامة الشرق، وحلاوة الوسط، وطن مرسوم كأحلام الطفولة في الليالي القمرية.
شباب بلادي.. لا تُسلِّموا قيادكم إلى هذه الأحزاب التي تُريد أن تهلك الوطن.. بادروا كما عهدناكم في بواكير ثورة ديسمبر المجيدة، التعليم، الصحة والبيئة وحمايتها تنتظركم.
السلام والرُّحّل والنازحون ينتظرونكم. قرى العودة الطوعية. بناء السلام وحفظ السلام واستدامة السلام تنتظركم.
نحتاج إليكم شباب الثورة في رفع الوعي وتحقيق السلام المُجتمعي.
فلننهض جميعاً حتى ينهض الوطن.