بهاءالدين قمرالدين يكتب.. احتكار المُعاناة لوعينا!
كَثيرٌ منا من مرَّ بحالة حزن أو أسى، وبقي حبيس نفسه لا يستطيع التحرر من دواخله، ومشاعره المتضاربة، يبدأ الأمر بالألم، وهناك الآلام الجسدية، والآلام النفسية، ومن ثم تأتي المعاناة والتي تكون بمثابة الألم على وعينا!
والمعاناة هي أيضاً الجزء من الألم الذي نستطيع التعامل معه، أما الألم ذاته جسدياً كان أم نفسياً، وخاصة إذا كان شديدًا، فإنه قد يتطلب معالجة دوائية خاصة للحصول على درجة من الراحة، أما العلاج النفسي فلا يأتي إلا لاحقاً، ويجب أن يأتي ويجب إنجازه، وإلا فلن تغادرنا تلك المعاناة أبدًا.
ويجب معرفة أن العلاج النفسي ليس بالضرورة أن يكون تحت إشراف معالج، فهناك طرق عديدة تتيح للإنسان البوح بمكنونات نفسه والتحرر من أعبائه.
تحاول المعاناة بطبيعتها أن تمتلك ذهننا، إنها كشمس سوداء وكل شيء حولها يدور في حلقة مفرغة، وتضيق معها مساحة وعينا، ولن يكون هناك مكان إلا للآلام ولا شيء آخر، وهذا هو معنى المعاناة، حيث يأخذ الألم كل المساحة، ويمنع الأفكار، والأحاسيس الأخرى من أن تجد لنفسها مكاناً، سيمتص الألم كل طاقتنا الذهنية، ولن يكون هناك شئ آخر غيره.
بغض النظر عن نوعية التداوي الذي قد نكون بحاجة إليه، يجب أن نعي وأن نمارس مفهوم عدم الديمومة الذي يذكرنا أن لا شيء يملك صلابة نهائية، وأن كل شيء سيعبر وينتهي، وأن التعلق بفكرة الديمومة تعززها المعاناة بالأصل.
إن التفكير بعدم ديمومة الشيء ينعش الروح، ويجعلها متأملة بقروب الوقت التي تنفك فيه من معاناتها، يجعلها تسبح في بحر الأمل فاجعل نفسك كلها أمل، وتفاءل تجد لذة بخوض تجارب الحياة أيًا كانت صعوبتها.
والانسان السوِّي هو وحده طبيب نفسه ومعالجها، فإنت تعرف ما هو سبب آلامك ومصدر أوجاعك النفسية، التي تقود وتولد الأوجاع الجسدية لديك, لذلك قال الفلاسفة من قبل (العاقل طبيب نفسه)!
وكثير من الناس يحبس نفسه في سجون الداء والألم وزنزانة الشك وجب الوهم, فيدب المرض إلى نفسك ويتسلل إليها الداء العضال!
أما العلاج النفسي فهو مصطلح عام لعلاج مشاكل الصحة العقلية من خلال التحدث مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية.
في أثناء العلاج النفسي، تتعرّف على حالتك وحالاتك المزاجية ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك ويساعدك العلاج النفسي على تعلم كيفية السيطرة على حياتك وتحمُّل المواقف الصعبة من خلال مهارات التكيُّف الصحي.
هناك العديد من أنواع العلاج النفسي، لكل منها منهجها الخاص؛ ويعتمد نوع العلاج النفسي المناسب لك على وضعك الفردي. يُعرف العلاج النفسي أيضًا باسم العلاج بالحوار، والاستشارة، والعلاج النفسي، أو ببساطة العلاج!
وقبل ذلك كله تأكد من الشعور بارتياح مع معالجك، إذا لم ترتح معه، فابحث عن معالج آخر تشعر معه براحة بال أكبر!
ويكون العلاج أكثر فاعلية عندما تشارك بشكل فعّال في عملية اتخاذ القرار، وتأكد من الاتفاق مع المعالج على الأمور الأساسية وكيفية معالجتها. معًا، ويمكنكما وضع أهداف وقياس التقدم بمرور الوقت!
تحل بالصراحة والصدق، حيث يعتمد النجاح على الرغبة في مشاركة أفكارك، ومشاعرك، وخبراتك بالإضافة إلى اعتبار الجديد من الرؤى، والأفكار، وأساليب إنجاز الأشياء.
متّعكم الله بالصحة والعافية نفسياً وجسدياً وروحياً وقلبياً!