اراضي بلدية نيالا.. انطلاق قطار التصحيح
تقرير- حسن حامد
شعار ثورة ديسمبر (حنبنيهو) كانت نقطة أنطلقت منه أراضي بلدية نيالا بجنوب دارفور لإبتداء صافرة التصحيح من خلال جولتها الثانية للنفير الحضري الذي بدأته بالنظافة وتأهيل المكاتب بمشاركة كل العاملين فى الأراضي الذين شمروا سواعدهم للبناء والإعمار. تلك اللفتة ليست ببعيدة عن واقع مدير أراضي نيالا برمة موسي محمود الذي امتدح جهود العاملين بإدارته منذ ان تسلم مهامه فى يناير المنصرم. حيث كانت تلك البيئة متردية تماما وغير جاذبة للعمل والعاملين تحفها كل الشوائب التى تدل على إنها مؤسسة من ألاوساخ ومبانى متهالكة وسيئة وضع مدير الأراضي نقطة وفتح صفحة بيضاء للعمل وتطوير الأداء وقال (بدأنا فى تنظيم صفوفنا وشرعنا فى صيانة المبنى والأثاثات وتجليس الموظفين فى المرحلة الاولى ثم بدأنا بتقسيم العمل حتى جاءت فكرة المشروع الحضري التى أصبحت واقعا من خلال تغيير الواقع والمضمون تلك حقيقة التغيير.
اراضي البلدية
ورسم برمة صورة لواقع الأراضي في إدارته ورأى أن البلدية تمتلك اراضي واسعة النطاق تمتلك مالا يقل عن ال(٣٠٠) مربع وهذه المربعات تتفاوت ما بين (٥٠٠ الى ١٥٠٠) قطعة سكنية. وبدأت بتقسيم الإدارة الى مجموعة أقسام هى قسم نيالا وسط والأحياء الشرقية وأحياء كررى ومنطقة الوحدة جنوب.وأشار إلى عمليات الصيانة التي انتظمت بعض المكاتب الداخلية بجانب العمل في ترميم بعض المكاتب وصيانتها أسوة بمكاتب المساحة ومكاتب نيالا شمال مشيدا بالمساعدات التي قدمها مدير عام الوزارة المهندس الطيب عبدالرحمن وكذلك وزارة المالية. وكشف برمة بان العقودات الموجودة في الإدارة منذ العام ٢٠١١م لا تقل عن ال(٦) الف عقد كان أصحابها يشكون من عدم إرسالها الى التسجيلات والسبب فى ذلك التزوير والإختلاس وغيرها وزاد ( نفضنا كل الإرشيف بإرسال العقودات بواقع ألف عقد فى الأسبوع والآن نحن نعمل فى لجان كثيرة جدا منها لجان التعويضات وعلى رأسها لجنة الجير للكثافة العالية للمستحقين الذي يربو عددهم عن الخمسة ألف نسمة حتى الآن أكمال حوالى ثلاثة الف وعقوداتها تم الدفع بها الى التسجيلات). ولفت إلى أن العمل يجري فى لجان الوحدة والجامعة وتعويضات نازحي موسيه مشيرا إلى توقيع عقوداتها ودفع بها إلي التسجيلات لإكمال الدورة المستندية. مشروع التعويض وأشار برمه إلي العمل الجاري فى إكمال مشروع تعويض المواطنين القاطنين فى مواقع الخدمات والشوارع والمدارس. ونوه برمه الى بعض المشاكل العالقة بالإدارة التي تتلخص فى تعويضات المواطنين شرق الفنية بمربع ٣ د وكشف عن تشكيل لجنة برئاسة المستشار مختار عبدالله يتوقع أن تبدأ عملها الاثنين المقبل لإستيعاب المواطنين الذين إنتظروا أكثر من خمسٍ سنوات مشيرا الى مشكلة إنتظار المواطنين أيضا بمربع ١٠ ل غرب الذين تم إزالتهم إبان عمل طريق نيالا عدالفرسان الذي بدأ العمل به فى العام ٢٠١١م ويقطنون حاليا فى مواقع عشوائية يعانون من خلالها فى خريف كل عام مشيرا الى الفراغ من التخطيط لهم ورفع الأمر لوالى الولاية للتصديق لتبدأ عملية التعويض. وحول المشروع الحضري قال يأتى تجسيدا لمعانى الثورة الشبابية مؤكدا وقوفهم القوى لبناء السودان كل فى مجاله ومنطقته.وأكد برمة وقوفهم خلف والى الولاية موسي مهدى اسحق وإسناده لتقديم خدمات جيدة لإنسان الولاية وأضاف إنهم فى الإدارة بدأوا فى تطبيق شعار ( حنبنيهو) بالنظافة وتأهيل المكاتب والردميات وذلك لتهيئة البيئة الملائمة للمواطنين والموظفين وتابع( نقول للمواطنين نحن سنعمل لوحة إرشادية فى الأراضي لتسهيل الإجراءات لهم ونطالبكم بالصبر لأن الأراضي متوقفة قرابة الأربعة سنوات ولا يمكننا تحقيق طلباتكم فى لحظة واحدة). تضامن الشارع مبادرة أراضي نيالا تضامن معها الكثيرون وبعض المارة الذين شاركوهم فى حملة الردميات داخل فناء مبانى الأدارة ويقول الموظف بقطاع الشباب والرياضة بوزارة التربية والتوجيه على عبدالرحمن بله إنه قدم للأراضي لتكملة بعض الإجراءت ووجد النفير أمامه وشارك فيه بقوة لإحساسه العميق بضرورة الإسهام فى بناء الوطن وأضاف إن مدير أراضي البلدية رجل وفى ومخلص فى عمله ولذلك ليس ببعيد أن تأتى مثل هذه المبادرات من ناحيته.
فيما أشار المستشار القانونى محمد عبدالله أحمد للمصادفة التي وجدها واعتبر ذلك عمل جميل يقوم به منسوبي الأراضي بالبلدية من خلال مشروعهم المطروح الذي غيروا بموجبه شكل الأراضي مقارنة بالسابق وأضاف أنه أحس بروح إنسجام والعمل المشترك لموظفى الأراضي فى عهد مديرها الحالي برمه موسي وتابع( الإجراءات فى السابق كانت عقيمة (وإذا الواحد عاوز يقضي غرضه) فى الأراضي تستمر الإجراءات لقرابة الأربعة أشهر فى بعض الأحيان دون إنجاز لكن الآن يمكنك أن تنجز مهامك فى يوم واحد).
إلي ذلك قالت سعدية محمد عيسي عن حركة تحرير السودان جناح مناوى إن هناك تغيير كبير حصل فى أروقة الأراضي بدءا من المبانى والنظافة والعمل الإدارى الداخلي آملة أن تتكاتف الجهود لبناء دارفور والسودان عموما مشيدة بالنهج الذي إتبعه برمة موسي فى إدارة العمل وإطلاق مثل هذه المبادرات.بينما تقول مفتش أراضي مديحة إسماعيل علي إن المشروع الحضري يأتى تجسيدا لشعار حنبنيهو وتابعت( بدل من صرف مبالغ على عمال للقيام بأمر النظافة والردميات آلينا على أنفسنا أن نقومٍ بذلك وبسواعدنا).
وجدان الشعب
وأثني ممثل تجمع المهنيين بوزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية نصرالدين الصياح على ماقام به الموظفون والعمال بأراضي البلدية لتحقيق شعارات الثورة المجيدة التى بدأت ثمارها فعليا فى المؤسسات من خلال ما قدمه منسوبي أراضي البلدية من نموذج ينبغى لكل الوزارات والمؤسسات أن تحذو حذوه تحقيقا لشعار حنبنيهو.اما نائب مدير أراضي بلدية نيالا عبدالرحمن فقد أشعار الى أن قيمة النفير موجودة فى وجدان الشعب السودانى لكنها إندثرت فى الآونة الاخيرة لكنهم فى الأراضى آلوا على أنفسهم لإحياء تلك القيمة الإنسانية فى المؤسسات.وبعث عبدالرحمن برسائل لكل الموظفين قائلا إن النظافة عنوان التحضر وعنوان للموظف المثالي وأن الخدمة الممتازة للمواطن تبدأ من مظهر الموظف نفسه. فيما أشادت المراجع داخلي نوال الطيب إبراهيم بمبادرة المرأة فى تجهيز وجبة الإفطار للمشاركين فى حملة النظافة آملة أن تنتقل هذه المبادرة والمشروع الحضرى ليعم كافة المؤسسات وأحياء نيالا وصولا لمدينة ومؤسسات نظيفة من حيث البيئة والتفانى فى العمل.
وأكد أحد الموظفين بالأراضي أن الأوطان تبنى بسواعد بنيها وليس بالهتافات وأضاف أن الهتاف أسقط النظام البائد ولكن يجب علينا جميعا أن نتحرك نحو بناء الوطن ونبذ الجهوية والعنصرية وحتى الحزبية ولنجعل الفترة الإنتقالية لبناء السودان.