تناقض.. تباين.. مُفارقات.. بعد انتصار الثورة الفرنسية…
بعضهم دفع الثمن رغم براءته…
تمخّضت ثورتهم ولدت ثأرات..
بفرز وتصنيف وتقسيم للمقسم…
برسم… وسط النشيج والصراخ….
بالجس وبإثارة الغبار وسط الزحام…
هناك من ابتسم ومن ضحك خفيةً ومن نهش بأظافره…
أصابع أدارت كل شئ بفهم هناك…
بلا معيار ولا دليل ولا تُهمة…
فانطلقت الشائعة ليصدقها الناس…
رغم ولادتها ميتة بالمسمى والصياغة
وعيون بالظلام تراقب رجع الصدى..
ودهشة تقود لقدح الزناد…
هناك من يعتقد أنه سيقود للنهاية…
فيكرس للثورة الملتحفة بالثأر ثوبا….
ويضحك للثمالة ولا تبين أسنانه…
التاريخ بكل فظاعاته ولؤمه حدثنا…
عن حُسن الزمن وسوئه وحُسن الظن
وخُبثه…
والحكمة والحماقة وتداعياتهما…
عن الإيمان والجحود واختلافهما..
عن الربيع والشتاء وتباعدهما…
عن الضحك والبكاء وعن الضد…
عن كل شئ وضده…
التاريخ يؤكد دائماً…
مَن يستخدم مفاهيم العدالة بظلم لن يمر بوقت ما…
فاستخدامها كقناع يطيح بالمبادئ والقيم…
القادة لا يفكرون إلا بحس العدالة….
مَن يفكر ليستمر وحده سيسقى من ذات الكأس…
بدلاً من التصالح تؤسس ثقافة الثأر…
تكرس ثقافة الخصومة…
فإسقاط الماضي في الحاضر خطأ…
وركوب موجة الثورة بلا شراع زيف..
والتخطيط لقطف الثمار بلا جهد سرقة…
وصنع المكاسب الذاتية انتهازية…
ذاك يصيب الوطن بمقتل…
فيُحوِّل الثورة من نعمة إلى نقمة…
بالثأر قتل سيدنا الحسين مرات…
جرت دماء بطاحونة تبادل المصائر….
بناء الوطن تلزمه الحقيقة لا الشائعة… تلزمه عدالة انتقالية وتجاوز مرارات السنين لكي يعيش…
لكي نبني على الأنقاض ما دمّرته السنين…
عيون تضحك بالظلام….
ووقع الصدمة مقياس رسم…
همهمة ورذاذ تغشي المكان…
فذات خبث الرائحة انبعث قيحاً…