بهاءالدين قمرالدين يكتب.. طائرة إبراهيم شمس الدين مرة أخرى (10)!
ويواصل الجندي وكيل عريف محمد آدم: بعد أن وصلنا إلى منزل الدكتور حسن عبد الله الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، بضاحية المنشية في الخرطوم, برفقة الدكتور الحاج آدم يوسف القيادي في الحزب, الذي عرّفنا بالترابي وبقية قيادات الشعبي، وقال لي يجب أن تسرد كل تفاصيل الحادثة من البداية الى النهاية للشيخ الترابي, ثم بعدها سوف يوجه هو إليك عدداً من الأسئلة حول الحادثة!
وبالفعل سردت للترابي وقيادات الحزب التي كانت موجودة بالصالون الفخم والكبير كل تفاصيل الحادثة بدقة!
وكان الترابي يصغي اليّ باهتمام شديد وتركيز عالٍ، وبعد ان أكملت السرد, سألني الترابي اسئلة كثيرة, مثل ما جنسية طاقم الطائرة هل كانوا سودانيين أم أجانب، وهل نجوا أو توفوا، فأوضحت لهم انهم اجانب وأظنهم (خواجات), وقد نجوا جميعاً من الحادثة ولم يُصابوا بأذى وانا رأيتهم عندما كنت مستلقياً على ارض مطار عدارييل، وقد قامت فرقة من القوات الخاصة بإدخالهم الى طائرة (انتنوف) كانت رابضة وموجودة بالمطار، أقلعت بهم بعد عشر دقائق من الحادثة أظنها عادت بهم للخرطوم!
ثم سألني الترابي هل كان يوجد مدنيون ومواطنون في الطائرة أم كانوا جميعهم عسكريين؟ فقلت له لا لم يكن هنالك مدني (ملكي) داخل الطائرة، كلنا كنا جميعاً عساكر!
ثم قال لي الترابي هل تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة؟ فقلت له انا شخصياً لا ادري هل تم العثور عليه ام لا، بيد اني سمعت من بعض الزملاء والضباط في الوحدة التي انتمي اليها، قالوا انه تم العثور على الصندوق الاسود للطائرة وتم فحصه من قبل السلطات المعنية، ولكني لست مستيقناً من ذلك!
ثم قال لي هل تعتقد ان الحادثة مدبرة ام هي قضاء وقدر من عند المولى عز وجل!؟
فقلت له انا شخصياً على قناعة تامة بأن الحادثة كانت مدبرة من قبل حكومة الإنقاذ وبهدف تصفية القادة الخمسة عشر على رأسهم العقيد إبراهيم شمس الدين وزير الدولة بالدفاع, وذلك للأسباب التي سردتها لك من ضمن تفاصيل الحادثة وانا كنت شاهداً عليها!
ثم قال الترابي هل التقى القادة وكبار الضباط قبل الحادثة في مكان آخر غير الطائرة!؟
فقلت له نعم التقى القادة من قبل ذلك مرتين، المرة الاولى في الحج بالأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية قبل عامين من الآن، أما المرة الثانية فقد التقوا بمنزل الشهيد ابراهيم شمس الدين بمنطقة الدخينات بالكلاكلة, وكنت في المرتين حضوراً ومرافقاً لقائدي اللواء طبيب مالك العاقب الحاج الخضر قائد السلاح الطبي، ثم قال لي الترابي لماذا ذهب جميع القادة المتوفين الى منطقة عدارييل!؟
فقلت له لقد سمعت قائدي يتحدث مع ابراهيم شمس الدين قبل الصعود للطائرة هنا في المطار العسكري بالخرطوم؛ عن نقل قطع غيار لدبابات واسلحة كبيرة ثقيلة من منطقة عدارييل الى الخرطوم، بهدف صيانة دبابات واسلحة ثقيلة متعطلة ومصابة بأعطاب هنا في بعض الوحدات التابعة للقوات المسلحة في العاصمة!
ويضيف الجندي وكيل عريف محمد آدم يعقوب بعد أن فرغ الترابي من توجيه الأسئلة اليّ؛ قال له الدكتور الحاج آدم يوسف، إن أهلي قرروا ان أسافر الى دولة تشاد المجاورة واختفي هناك من أعين أمن وعسس الانقاذ ردحاً من الزمان، حفاظاً على حياتي, فأيد الترابي الفكرة بشدة وقال لي يجب ان تختفي تماماً عن الأنظار هذه الايام وكن حذراً يا بُني!
ويضيف الجندي محمد آدم: أمضينا أنا وأخي ووالدي وعمي قرابة الثلاث ساعات بمنزل الترابي في المنشية، وخرجنا بعدها وتوجّهنا إلى منزل أحد الأقارب في منطقة الحلة الجديدة غرب سوق ليبيا بمحلية أمبدة، كي أكون بعيداً عن الأنظار حتى يتم الترتيب لسفري إلى دولة تشاد المجاورة!
ونواصل في الحلقة القادمة.