الغالي شقيفات يكتب.. الهروب لأطراف العاصمة
ما زلنا نتحدّث عن تدني الخدمات في ولاية الخرطوم والتي سوف يكون شغلنا الشاغل حتى ينعدل الحال المائل، وتُشكّل حكومة في ولاية الخرطوم همّها راحة المواطن وأمنه واستقراره ورفاهيته، ويتأكد أن ولاية الخرطوم مصنفة عالمياً في ذيل القائمة من حيث التردي البيئي والخدمات الاجتماعية والاقتصاديةـ وهي عاصمة لا تزال الكارو والفنطاس فيها أهم من القرطاس.. وفضحت الأمطار الخفيفة التي هطلت، الشؤون الهندسية وإدارة الصحة في حكومة الوالي نمر أيمن التي تشتهي أن تشاهد فيها عامل صحة يحمل طلمبة رش على ظهره أو قلاباً يردم بركة مياه راكدة، بل هناك غياب تام للسلطات وكأن الولاية ليست بها حكومة.. إلى متى يظل المواطن بهذه الحالة ووالي الخرطوم الحاضر الغائب لا أثر له في مكان أقلاه كان اللمبي كرّفس بنطلونه ودخل الموية وصوّر طيارة الرش؟.
ونتيجة التردي المُريع في الخدمات البيئية الرديئة، وشوارع جبرة إلا تدخلها بلاندكروزر، حيث قرر عدد كبير من المواطنين شراء أراضي حيازات في أطراف الخرطوم حيث الجو النظيف لا بعوض ولا ذباب كما في وسط الخرطوم ذات المياه الراكدة في الشوارع، وقريباً سيصبح الريف أفضل من العاصمة، وشاهدت في قرى شرق النيل من رام الله، الريحانة، التكناب، أم جيرة، القرينباب، الشيخ مصطفى الأمين، الحجاج، أم الخيرات، السمرة، العيلفون والعسيلات …الخ، أصبحت ملجأً جديداً لسكان العاصمة وتشهد عمراناً يوماً بعد آخر وقريباً ستصبح مدناً كبيرة وعامرة بعيداً عن زحمة العاصمة وضيقها، فقط تحتاج إلى مدِّها بالطرق والخدمات والتخطيط الجيد والاستفادة من أخطاء مدن وبلدات العاصمة القديمة.
وفي الأيام الماضية، زرت معظم قرى شرق النيل وغرب أمدرمان وفي زيارتي لقرية أم جيرة بشرق النيل، سألت مرافقي محمد ناصر عن مزايا السكن بالأطراف والريف بعد التدهور الذي أصاب العاصمة واهتراء طرقها الداخلية ومصاريف مياهها، فقال عادة ما تكون التكلفة الاقتصادية (مستلزمات المعيشة) والحياة بشكل عام في المناطق الريفية أقل مقارنة بالمدينة، كما أن العلاقات الاجتماعية أكثر ترابطاً بين أفراد المجتمع.
ويعتمد الأشخاص في قضاء لوازمهم اليومية على المشي، وهو عادة صحية. وعادة ما يكون النظام الغذائي صحياً لأنه قائم بشكل رئيسي على المُنتجات العضوية والأطعمة الموسمية والحماية الجماعية للحي من الحرامية والغرباء.