(دو)
حينما نرجع بالذاكرة الموسيقية للوراء قليلاً تطل بعض الأسماء وتظهر كالنقوش لا تعرف الغياب.. فهي توقع دائماً على دفاتر الحضور ولا يمكن نسيانها مطلقاً.. ولعل الموسيقار الراحل عبدالله ابراهيم أميقو.. واحد من تلك الأسماء التي حفرت في ذاكرة الناس أجمعين.. فهو واحد من قلائل سكنت الموسيقى كل دواخله وأحبها بصدق عارم.
(ري)
الموسيقار الراحل عبد الله ابراهيم أميقو, ذلكم الباحث والمنقب والمثقف جداً في مجال الموسيقى السودانية, والذي بدأ حياته الفنية عضواً بفرقة فنون كردفان, ومن ثم جاء يحمل أشواقاً وآمالاً ليلتحلق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح, ليتخصص في آلة (الكلارنيت) تلك الآلة التي صاحب بالعزف فيها العديد من الفنانين, وبعد ذلك بفترة سافر طلباً للعلم الى روسيا وفيها اجرى دراساته العليا, وبهر بأدائه الراقي والمتمكن العديد من الموسيقيين الذين زاملوه.
(مي)
بدأت مواهبه في التجلي, وظهر ذلك جلياً في التوزيع الموسيقي الذي كان يقوم به. ويعتبر أميقو أحد مؤسسي منهج تدريس الموسيقى السودانية, وذلك بمشاركة زملائه أساتذة المعهد ترنين, وجراهام عبد القادر, والدرديري أحمد الشيخ, فأصبحت الموسيقى السودانية تدرس بلونيتها الخاصة, ومن ذلك كانت انطلاقة الفرق السودانية للفنون الشعبية, وكان الراحل أول من أسس فرقة للفنون الشعبية تتعامل مع الموسيقى وفق منهج علمي مدروس. ولأميقو اسهامات لا حصر لها ولا عدد في اثراء الأغنية والموسيقى السودانية, وذلك من خلال الاذاعة والتي عمل في فرقتها الى أن اصبح مستشاراً موسيقياً بها.