تقرير- مريم أبشر
أكدت مصادر عليمة أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ووزيرة الخارجية مريم الصادق سيشاركان في اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر لها الاسبوع الثالث من الشهر الجاري، لكن ثمة ما يهدد تلك المشاركة اذ ان لمنظمة الأمم المتحدة متأخرات مالية على السودان نتجت عن رسوم الاشتراك التي لم تدفع لسنوات وعادة ما تكون المتأخرات سببا في حرمان الدول التي تتراكم عليها من حق التصويت في الجمعيات العامة للامم المتحدة فهل تمنع تلك المتأخرات السودان من المشاركة الكاملة ام ان بمقدور وزارة المالية وحكومة حمدوك تدارك الامر خاصة وان اسبوعان فقط تبقيا لعقد الجمعية؟.
ملفات
وبحسب معلومات تحصلت عليها (الصيحة) فإن أبرز الملفات التي ستطرح في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحده هي كيفية العمل على تجاوز أزمة كورونا وبناء القدرات للتعافي من الجائحة بجانب إعادة بناء الاستدامة والاستجابة لاحتياجات الدول الأعضاء فضلاً عن القضاء على الأسلحة النووية والتنمية المستدامة، ويتوقع أن يلقي رئيس الوزراء خطاب السودان في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وبما ان الملفات المطروحة على المنصة العالمية للأمم المتحده تهم كل دول العالم لجهة ان الجائحة لم تستثنى دولة وان السودان ليس استثناءا, فقد امتد التأثير السلبى للجائحة على اقتصاد البلد المنهار اصلا, سيما انه ورث خزينة فارغة من النظام البائد وبنية صحية متهالكة ولكن هل الظروف المالية القاسية وغير المواتية التي تعيشها كل البعثات الدبلوماسية بما فيها البعثة الدائمة في نيويورك ستمكن رئيس الوزراء والوفد المرافق له من انجاز المهمة وعكس اخر التطورات في الحكومة الانتقالية وهي تطل على العالم من المنصة العالمية للمرة الثالثة بعد حرمان امتد لعقود ام ان الامم المتحدة بمقدورها تجاوز الامر والسماح للسودان بالمشاركة.
متأخرات
وكشفت مصادر مطلعة لـ(الصيحة) عن ازدياد معاناة البعثات الدبلوماسية المالية بسبب تأخر دفع الاستحقاقات، وأشارت لتفاقم متأخرات السودان بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ولفتت إلى أن المتاخرات تصل إلى 600 ألف دولار وأن السودان يحتاج لتسديد 50% من المتأخرات حتى يتمكن من التصويت فضلاً أن مقر البعثة ما زال مهدداً من قبل الشركة المقدمة للخدمات, فقد اماطت المصادر اللثام عن ان السودان يمكنه ان يقدم خطابه لكنه بالمقابل سيحرم من التصويت في اجتماعات الجمعية العامة وكل آلياتها المساعدة في اي مشروع قرار أو منشط يتطلب اخذ موافقة رأي الجمعية العامة وآلياتها, ما لم يسدد على الاقل 50% من متأخراته المالية لميزانية الجمعية العامة .
الحرمان
وأوضح دبلوماسي عمل سابقا في البعثة الدائمة للسودان لدى الامم المتحدة وفضل حجب اسمه في حديث لـ(الصيحة) ان الدول التي تحرم من التصويت في الامم المتحده وآلياتها درجت العادة تصنيفها من قائمة الدول الفقيرة التي تعاني من النزاعات وغالبا لن يتجاوز عددها دولتين أو ثلاثة حيث تصدر نشرة بحرمانها من التصويت وتساءل المصدر هل السودان وصل لهذه الدرجة بحيث يصعب عليه تسديد جزء من متأخراته حتى يتجنب الحرمان والفضائح الدبلوماسية المترتبة على ذلك، لافتا الى ان التصويت في ذاته ليس بالمشكلة الكبيرة غير ان الفضائح الدبلوماسية هي الاكثر تأثيرا وقال “اضف الى ذلك فان البعثة تواجه تعثرا في دفع متأخرات الشركة المقدمة للخدمات ومع استبعاده لاي امر تقاضي يفضي لنزع مقر البعثه المملوك للدولة الا انه رغم الحصانه فان البعثة وبقية المقار المؤجرة الخاصة بالبعثات مقار سكن الدبلوماسيين لن تمنعها الحصانة الدبلوماسية من مواجهة المحاكم في حال تعذر السداد”.
عراقيل
ألمح دبلوماسي في حديثه الى ان هنالك جهات تسعى لعرقلة انسياب بنود التمويل الخاصة بالبعثات الدبلوماسية عموما كاشفا عن تحركات متسارعة تبذلها قيادة الوزارة لحسم المتأخرات المالية لكنها لا تجد الاستجابة وتصطدم بعراقيل غير مرئية ويرى المصدر انه من غير اللائق ان يترك دبلوماسي يعمل لصالح الدولة السودانيه بدول التمثيل دون ان يجد حقوقه المستحقة وفق لوائح وقوانيين العمل, ليصبح نهبا للاغراءات والاختراق الخارجي وتوقع ان تتدراك الحكومة للامر وتسعى جاهده فيما تبقى من زمن دفع بعض المتأخرات حتى تخرج البعثة الحرج الدبلوماسي.
أولويات
ليست هى المرة الاولى التي تجد البعثات الدبلوماسية السودانية نفسها في حرج دبلوماسي لعدم دفع استحقاقات الاشتراك للمنظمات الدولية والاقليمية التي يشارك السودان في عضويتها ويعتقد السفير عبد الرحمن ضرار ان وزارة المالية وبعض الجهات المعنية لا ترى ان دفع هذه الاستحقاقات من الاولويات بالتالى فإنهم لا يتحسبون للاثر السياسي المترتب على ذلك ويشير في حديثه لـ(الصيحة) الى ان هذه الاشتراكات معروفة ومجدولة ولفت الى ان المشكلة يتسبب فيها سوء التنسيق ورغم اقرار السفير ضرار بالصعوبات الاقتصادية التي تواجه البلاد الا انه يعتقد ان المالية بامكانها تدارك الموقف خاصة وان المبلغ ليس كبيرا مقارنة مع الحرج المترتب عليه.
مواقف مماثلة
عدم دفع الاشتراك ووضع البعثة في البلد المعني وقيادة الدولة المشاركة في واجهة الاحراج السياسي تكررت عدة مرات كما افاد لـ(الصيحة) سفير فضل عدم ذكر اسمه وقال إن السودان واجه ذات المشكلة في وقت مضى وتفاجأ وفده الذي كانت تترأسه قيادة البلاد آنئذ ان السودان ليس مسددا لاشتراكاته السنوية، الامر الذي دفع بإحدى السفارات بان تسارع بإبتعاث ممثل عنها للدولة المستضيفة لتسديد مبلغ الاشتراك وبالتالي تدارك الحرج الأمر الذي مكن وفد السودان من المشاركة بارتياح خاصة وان المنشط كان يتعلق بالسودان .
عبء إضافي
مصدر دبلوماسي حمل مسؤولية تأخر سداد اشتراكات البعثات ومستحقات البعثات المالية لوزارة المالية وراى ان الوزارة ترغب في اعتماد منسوبين لها كملاحق بالبعثات واعتبر المصدر تعيين مبتعثين يمثل عبء اضافي للحكومة وأكد لـ(الصيحة) ان عددا كبيرا من البعثات لديها دبلوماسيين على قدر كبير من المعرفة المحاسبية والاقتصادية تمكنهم من ادارة شؤونهم المالية دون حاجة لمحاسب تصرف عليه الدولة ويكون عبء إضافي على خزينة الدولة المالية.