يتعرّض المواطن السوداني في الداخل والخارج إلى عمليات اضطهاد وما زالت في بعض مؤسسات الدولة والقطاع الخاص من قبل بعض القائمين على الأمر، وقد يتلذّذ البعض بإهانة المواطن الذي يضيع يوما كاملا لإنجاز معاملة لا تأخذ نصف ساعة، والبعض يخرج في الصباح باكراً لتسجيل اسمه أو الانتظار في الصف أو حجز المكان وتسمع كلمة “طلعوا الفطور، انتظروا يجو راجعين، مشوا الصلاة ومشوا فاتحة فلان”، وهذا في ساعة العمل الرسمية، والموظف لا يحترم العميل ولا يعلم أنه يعمل من أجل العميل client وهو أهم من الموظف، لا مؤسسة محترمة، ومؤسسات موظفوها لا يجيدون حسن التعامُل مع الزبائن، والإداريون لا يُتابعون وما يتعرض له المواطن من قِبل المسؤولين يعتبر نوعاً من السادية، وهي Sadomasochism هو نيل وحصول المُتعة من خلال القيام بالأعمال التي تتضمن إيصالاً أو إلحاق الألم أو الإذلال.
تُعَرّف السادية على أنها اضطراب نفسي يتجسّد في التلذُّذ بإلحاق الألم على الطرف الآخر أو الشخص ذاته. أيّ التلذُّذ بالتعذيب عامةً، بينما المازوخية فهي اضطراب نفسي يتجسّد في التلذُّذ بِالألم الواقع على الشخص ذاته، أيّ التلذُّذ بالاضطهاد عامةً.
وعموماً لا تعد السادية – المازوخية اضطراباً جنسياً إلا في حالة تسبب هكذا ممارسات بضائقة أو خلل يتطلب التشخيص.
لقد أصبحت الإهانة واجباً على المواطن السوداني أن يؤديه لكل ذي سلطة أو منصب، سواء في العمل، وفي خدمات الشرطة والدوائر الرسمية، أو حتى في الشوارع والأماكن العامة. ثم تجد هذا المواطن التعيس ينظر إلى تعامل المسؤولين في بعض البلاد الديمقراطية مع المواطن ويتحسّر على حاله، فيتساءل لماذا لا نملك مسؤولين يحترموننا مثل هؤلاء؟ لماذا مسؤولونا فاقدون للتواضع كأقرانهم في الدول الأخرى فهنا تأخذ موعداً باستلام جواز أو رقم وطني، مثلاً تخسر مواصلات ثلاث أو أربع مرات ولا تستلم، “أمشى وتعال”.. صاحب الفرن الذي يأخذ الدقيق المدعوم ويؤخر تجهيز الرغيف حتى يخلق زحمة وصفاً، وصاحب الصيدلية لا يحترم وقته المكتوب والضوابط الكبيرة، “لديه سرير في المكتب والسرير في المكتب من بدع الكيزان”.
بالله بربكم أي مكتب في العالم لديه سرير؟ أزيلوا هذه البدع حتى يسير دولاب عمل الدولة بانتظام، تبرّعوا بسرائر مكاتب الضابط إلى داخليات الطلاب والطالبات، والبرهان يجب أن يبدأ بالجيش، ثم الشرطة، ثم المُؤسّسات المُؤدجلة كيزاناً، والمُوظّف الذي نقر بضعف راتبه، إلا أنّ الواجب يحتم عليه أن لا يضيع وقت المُواطنين، لأنّ الانتظار الطويل إهانة كبيرة للمواطن، وكذلك البيئة المُتردية وعدم الاستقبال الجيد والتنمُّر، فليعلم الموظفون والعاملون بالدولة وكبار المسؤولين أنهم خُدّامٌ للشعب وليس أسياداً عليه.