مناوي في جنوب دارفور.. أكثر من هَدف
تقرير: فاطمة علي
يمثل إقليم دارفور نظراً لحدوده المفتوحة ولمساحته الشاسعة وقبائله العديدة والتي لها امتداداتٌ داخل دول أفريقية أخرى، منطقة صراع منذ أمدٍ بعيدٍ، هذا بالإضافة إلى كونه إقليماً غنياً بالموارد الحيوانية والزراعية والمعدنية والبشرية، فقد ذكر تقرير سابق وجود احتياطي نفط يبلغ ٧ مليارات برميل، فضلاً عن المعادن الذهب والحديد واليورانيوم والنحاس، وتأثر الإقليم من الصراع التشادي – التشادي والليبي حول شريط أوزو، فانتشرت تجارة السلاح فتفاعلت دارفور مع تلك الصراعات، فما جرى في دارفور في الوقت السابق واتّفقت الحكومة السابقة في نشر قوات دولية تحت قيادة قيادة الاتحاد الأفريقي .
ويبلغ عدد سكان دارفور نحو 5 ملايين نسمة حسب آخر إحصائية للسكان، وينقسم لمجموعات مستقرة ورُحّل، ويتحدّث أغلب سكان الإقليم لغات محلية، إضافةً للعربية، ويكثر في إقليم دارفور غابات الهشاب والذي يثمر الصمغ العربي، فضلاً عن حقول أخرى، وتنمو أشجار الفواكه الأخرى.
وبما أن إقليم دارفور وبمكوناته السابقة يخرج للتوِّ من صراع طويل انتهى بتوقيع سلام جوبا وبدأت تفاصيله تنزل على أرض الواقع، وكان أهمها تغيير نظام الحكم إلى إقليم بدلاً من الولايات، فإن زيارة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور الى جنوب دارفور انتظرها سُكّان الولاية بأشواق التغيير ولَمّ الشمل والمُستقبل الأفضل المتمثل في التنمية والتطوير.
دعوة
حيث جدّد مني أركو مناوي، الدعوة خلال لقاءات ظلّ عقدها مع مكونات إقليم دارفور خلال زيارته لولاية جنوب دارفور هذه الأيام، لمن ظلوا حتى الآن خارج إطار اتفاق السلام بالانضمام إليه، وقال “أنادي صديقي عبد الواحد ورفقاء النضال بأن يعودوا، وأؤكد أنهم ليسوا متمردين ولكن لديهم قضية”، وأضاف: كنت معكم وأتيت ونحن في بداية مشوار، لا بد أن نكمله والذهاب مع بعض، وزاد: إن الحركات تفتّت بسبب شباب صغار، مُضيفاً بأنّ مُهمّتهم تنحصر في تنمية الإقليم وتوفير الخدمات وربط الطرق، مُشيراً إلى أن المشوار طويلٌ أمامهم لبناء الإقليم، مشيداً بدور النائب الأول لمجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو وتحمُّله المسؤولية والوصول للسلام، وقال: نحن أكثر الناس عزماً لتحقيق للسلام، مؤكداً أن جميع القوات ستتلاقى كنهر النيل والعمل على صناعة سودان يصبح نموذجاً لأفريقيا والعالم، ووصف مَن تسبّب في المشاكل والاقتتال بالشيطان وأنه يقبع الآن بكوبر .
كلمة حق
وأكد والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي، أهمية وجود الدعم السريع في توفير الأمن في الولاية، وأشاد بالدور الكبير الذي يلعبه في تأمين وحماية الموسم الزراعي، مؤكداً أنهم لن يتقاعسوا لحظة، وأضاف “هناك كلمة حق نقولها في قائد الدعم السريع وانحيازه للثورة ووقوفه مع الشعب”، ووصف موقف قوات الدعم السريع تجاه ثورة ديسمبر بالشجاع، مُشيداً بدور قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في السلام بجوبا وتتويج الاتفاق بتحوُّل دارفور إلى الإقليم ومعرفة قضايا النازحين واللاجئين، واعتبر أنّ “حميدتي” يستحق جائزة نوبل للسلام، مشدداً بضرورة بسط الأمن في الولاية ليطمئن المواطن، جازماً: لن نتراجع ولن ننكسر حتى ترد المظالم لأهلها.
تعاون
وأعلن قائد قطاعات قوات الدعم السريع بدارفور اللواء عصام الدين صالح فضيل، جاهزية قوات الدعم السريع لحماية الموسم الزراعي، وجاهزية قوات درع السلام، وأشار إلى أنّ قائد عام الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” يُتابع باهتمام تأمين الموسم، وأوصى بالتعاون مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، معلناً جاهزية كل القطاعات في الدعم السريع لتكون قوات سلام قبل أن تكون مقاتلة، كاشفاً تعاونهم مع لجنة أمن ولاية جنوب دارفور تحت قيادة الفرقة وقيادة الشرطة، مؤكداً العمل تحت إدارة واحدة لإخراج قوة مُشتركة.
وحيا القيادي بحركة تحرير السودان اللواء إسماعيل ود حبوبة، رفقاء النضال بقوات الدعم السريع، وقال: طع كنا في خندق واحد، منادياً جميع الأجهزة النظامية حماية الحدود مُحذِّراً من تدخل القوات الخارجية أرض الوطن، مُوضِّحاً وقوفهم من أجل بناء الوطن.
وقال قائد قطاع جنوب دارفور اللواء بشير آدم إنّ ضباط وجنود الدعم السريع هم حماة الثورة، مؤكداً جاهزيتهم للوقوف خلف الحاكم والشد من أزره، وأعلن ممثل الإدارة الأهلية العمدة مصطفى أبو نوبة وقوفه خلف تأمين السلام .
استنفار الجهد الشعبي
وربما تكون آفاق حاكم إقليم دارفور تدعو لتضافُر جميع الجهود بما فيها استنفار الجهد الشعبي، فقد التقى مناوي بقطاع رجال الأعمال بجنوب دارفور، وناقش اللقاء ضرورة إنشاء بورصة، ونادى بضرورة صيانة طريق الفاشر – نيالا، مشيراً لأهمية الطريق كونه صمام أمان الاقتصاد والتنمية لدارفور، وأمّن اللقاء على ضرورة الربط مع الدُّول المُنتجة ووضع سياسة للمُشردين ومُعالجة قضاياهم، وشدد على ضرورة فتح فرص للتعاون مع الشركات الخارجية وربط السكة حديد، لوضع نموذج واقعي وليس نظرياً .
ولم يترك مناوي مجالاً دون طرقه لشرح خططه للإقليم، فقد عقد لقاءً مع المشائخ والشباب والمرأة في معسكرات النازحين، وتطرق اللقاء إلى قضايا النازحين بالمعسكرات التي تتمثل في الغذاء والدواء والصحة والتعليم، فضلاً عن كيفية تأمين النازحين، ونادى اللقاء بأهمية توطين الرُّحّل وتخطيط المراعي، ونادى بإنزال الاتفاق أرض الواقع.
وأمّن على ضرورة الاهتمام بالنازحين، بجانب أهمية الدور العسكري للتأمين وأيضاً الدور المدني للتعامُل مع التكنولوجيا وضرورة الحوار المُجتمعي لإزالة أسباب الصراع، وطالب اللقاء بأهمية نشر ثقافة السلام حتى يعيش أهل دارفور بسلامٍ، ودعا اللقاء الجميع لعدم التحريض، والجلوس مع بعض، ووجّه حاكم الإقليم باستعجال بداية السجل المدني للمعسكرات، مؤكداً استعداده لعقد مؤتمر للمانحين، وأمّد على ضرورة مُحاربة البطالة للشباب وتقديم مشروعات لدعمهم، وأمّن اللقاء أيضاً على ضرورة وحدة الحركات المُسلّحة والانسجام .