بهاءالدين قمرالدين يكتب:وأخيرا.. الشرطة تتحرك!
جاء في الأخبار ان شرطة ولاية الخرطوم وضعت خطة أمنية أسمتها “خطة التحدي” لتطهير العاصمة من التفلتات الأمنية، بينما تعهد وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة حسم هذا الأمر بإعتباره تحديَّاً من واقع مسؤوليتهما القانونية والأخلاقية تجاه أمن الوطن والمواطن.
وعقَدَتْ رئاسة الشرطة اجتماعاً استثنائياً لهيئة القيادة بحضور رؤساء الهيئات ومديري الإدارات العامة والمتخصصة وبتشريف وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة ونائبه لمناقشة الأوضاع الأمنية والجنائية بالبلاد، واستعراض الخطة الأمنية لتطهير العاصمة من كل أوجه الانفلاتات الأمنية ومظاهرها والتي بدأت تثير الرهبة والخوف في نفوس المواطنين وتشكل تهديداً أمنياً.
وبحسب (المكتب الصحفي للشرطة) فان شرطة ولاية الخرطوم وضعت خطة أمنية مهنية أطلقت عليها خطة (التحدِّي) اشتملت على عدة محاور منعيَّة وإجرائية مع تحديد القوات المشاركة والقوات المساندة من الأجهزة الأمنية الأخرى على أن تكون الإجراءات التي تتبعها تلك القوات في تعاملها مع المجموعات المتفلتة متفقة مع القانون في كل مراحل تنفيذها وبقيادة مباشرة من مدير شرطة ولاية الخرطوم.
في سياق منفصل ناقش الاجتماع الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة لمعالجة أزمة الجوازات والتي توجتها بزيارة السيد المدير العام ومدير الإدارة العامة للجوازات إلى المانيا وتسوية الأمر مع الشركات المعنية، وأطلق الاجتماع بُشريات للمواطنين بإنفراج الأزمة كُلياً خلال الأسابيع القليلة القادمة.
واخيرا بدأت الشرطة تتحرك لحسم التلفتات الامنية بولاية الخرطوم بعد ان بلغ السيل الزبى ووصلت التفلتات الامنية حدا خطيرا جدا، اصبحت فيه حياة المواطنين في خطر كبير, وانتشرت حوادث السرقة والنهب والقتل في اجزاء العاصمة القومية، بل هنا في قلب الخرطوم وبالقرب من القصر الرئاسي ومقر الحكومة ووسط البلد حيث مكاتب الامن والشرطة وكل الحكومة، هنا يمرح اللصوص وسائقو الدراجات النارية (تسعة طويلة)، يخطفون ويسرقون على عينك يا تاجر وجهارا نهارا، بلاخوف!
ووسط هذه التفلتات الامنية الخطيرة؛ غابت الشرطة المنوط بها حماية اراواح وممتلكات المواطنين, وهي العين الساهرة لراحة المواطن، بيد انها طوال الفترة الماضية، وبعيد تفجر ثورة ديسمبر الظافرة، ظلت بعيدة وتتفرج فقط, مما اثار العديد من الاستفهامات والاسئلة الكبرى حول غياب الشرطة عن المشهد الامني في العاصمة القومية، بل وفي كل ولايات السودان!
وغياب وابتعاد الشرطة اغرى المجرمين والعصابات المتفلتة وشذاذ الافاق بممارسة كل فنون وانواع الاجرام، وكان المواطن هو الضحية الاول والاخير!
واصبح الناس يأون الى منازلهم باكرا قبل المغرب خوف العصابات المتفلتة والنهب والسرقة والقتل، رغم ان المجرمين والمتفلتون استباحوا كل احياء الخرطوم نهار جهارا وليس ليلا فقط!
لكن ان تأتي الشرطة متاخرة خير من لا تأتي ابدا، وهي قادرة على حسم الفوضى والتفلتات الامنية الخطيرة حسما تاما, وخير ما فعلت فهذا هو واجبها المقدس تجاه المواطنن المسكين والمغلوب على امره !
وبجانب خطة التحدي الحاسمة والقاطعة لدابر الاجرام واستئصال شأفة المجرمين بالخرطوم؛ فانه يجب ان تسير الشرطة عربات دوريات على مدار الساعة، تجوب كل شوارع الولاية ليل نهار، سيما في اطراف العاصمة القومية حيث تنتشر عصابات النيقرز والمتفلتون وتسعة طويلة, يشكلون مهددا امنيا وخطيرا، تروع الناس وتعوث في الارض فسادا وسرقة ونهبا وقتلا, وسلمت يا وطني العزيز, ومن القلب الف تحية لرجال الشرطة السودانية!