شاكر رابح يكتب : بين حانا ومانا ضاعت لحانا
ثمة حالة من التوهان السياسي يعيشها المشهد السوداني المضطرب، و الحملة المسعورة غير المبررة التي تستهدف مؤسسة الدعم السريع الغرض من ورائها دغمسه الحقائق وخلط الأوراق، وهذا يؤكد حالة الارتباك الذي تعيشه بعض قوى اعلان الحرية والتغيير، وهناك بعض التصريحات السالبة يتم تحريكها داخليا وبعضها وفقا لأجنده خارجية.
واستطيع القول اننا في واقع سياسي فضفاض وتسير الامور فيه بلا هادي وبلا هدف، ومن الملاحظ تعدد وتباين الخطاب الرسمي للحكومة، في الوقت الذي يتحدث فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبدالفتاح البرهان عن تبعية قوات الدعم السريع للجيش وانها تاتمر بأوامر القائد الاعلى للقوات المسلحة وكذلك حديث السيد وزير الاوقاف الذي تحدث عن اهمية قوات الدعم السريع في وقت الحرب والسلم في الوقت نفسه تسمع اصوات نشاز تتحدث عن ضرورة تسريحها ودمجها وان لا ضرورة لبقائها، تصريحات عدة متضاربة غير متناسقة ووجود خطاب ولغة مختلفة لكل شخص او مسؤول خطاب خاص به يعبر عنه وكاننا نعيش في ظل وجود حكومات عدة داخل وطن واحد، هنا سؤال يفرض نفسه الى اين نسير ونتجه؟ لقد ضلت قوي اعلان الحرية والتغيير الطريق تماما لا عملت على تقصيير الفترة الانتقالية حتى يقول الشعب كلمته ولا نجحت في تحقيق مطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة في تحقيق الحرية والسلام والعدالة ولا خلقت استقرار سياسي واقتصادي، بالعودة الى عنوان المقال (بين حانا ومانا ضاعت لحانا) يضرب هذا المثل عند حصول تشتت في الافكار بين اختيار أحد أمرين أو ضياع شيء ما، أما قصة هذا المثل:
يحكى أن أحد الرجال قد تزوج من امرأتين في آن واحد وكانت الأولى تدعى حانا وكانت كبيرة في السن والثانية تدعى مانا وهي صغيرة في السن، وعندما كان يزور مانا تبدأ بنتف الشعر الأبيض من لحيته حتى لا يظهر الشيب فيها، وعندما يزور الأخرى حانا كانت تبدأ بنتف الشعر الأسود فيها حتى يشيب مثلها، وبعد مدة من الزمن نظر ذاك الرجل في المرآة فلم يعثر على أي أثرًا للشعر في لحيته لا شعر أبيض ولاشعر أسود فقال غاضبًا (بين حانا ومانا ضاعت لحانا) فواقعنا السياسي اليوم شبيه بحالة هذا الرجل، الصراع وعدم الثقة بين بعض الأحزاب السياسية للحكومة الانتقالية وبين المكون العسكري أضاع فرص تحقيق اهداف الثورة السياسية والاقتصادية والتنموية، وتوقفت مسيرة الاصلاح، وقد ضاعت طموحات الشعب السوداني في العيش الكريم وقد أصبح الواقع مبهم وغاتم الصورة .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل