دكتور يعقوب عبدالكريم نورين يكتب : وزير الداخلية هل تسمعنا
لا أعتقد أن السيد وزير الداخلية يجهل دوره في تأمين حياة الناس وحفظ ممتلكاتهم ولكنى لا أجد عذرا أو منطقا يقنعني بأن ما يحدث الآن ليس من مسئولياته فلا يعقل أن تحدث هذه الجرائم أمام مرأ ومسمع الجميع والتي يطلقون عليها دلعا مسمى التفلتات الأمنية وإذا سلمنا جدلا أنها تفلتات أمنية فمن المسئول عن حسمها أليس وزير الداخلية؟ والسؤال الآخر ماذا تفعل اللجان الأمنية المنتشرة في كل ولايات السودان ام هي لجان والسلام! فليس من المعقول أن تعتاد نفوسنا علي حوادث القتل المجاني اليومى وارهاب المواطنين العزل في اصقاع السودان وفي عاصمتها المثلثة فهاهى مناطق غرب كررى وامبدة والحاج يوسف ومايو وغيرها تشهد يوميا أحداثا مرعبة ولا نرى لكم عملا يزيل عن النفوس الرعب والخوف. أتذكر عندما كنت مديرا للشرطة اطلقتم حملة البرق الخاطف وقد تركت أثرا طيبا في نفوس المواطنين بأن وزارة الداخلية وجهاز الشرطة مهمومة بأمن وسلامة المواطنين وحفظ ممتلكاتهم ولكنى أتعجب الآن من رد فعلك وأنت وزيرا للداخلية وكل نفس تزهق بسبب تردي الأوضاع الأمنية أنت ومن معك من قادة الأجهزة الأمنية مسئولون عنها أمام الله وأمام العالمين.
وعليكم أن تغيروا الصورة الذهنية التى ارتبطت في أذهان الناس بسبب الأحداث الأخيرة وان تقودوا مبادرات قوية تشبه أدوار الداخلية وجهاز الشرطة وتعيد للمواطن ثقته في تلك الأجهزة.
السيد وزير الداخلية هل استمعت لشكاوى وقصص وحكاوى المواطنين مع العصابات والمجرمين؟ هل سمعت أنين والدة مكلومة بقد إبنها هل رأيت دموع الرجال وهم يشكون لطوب الأرض قلة حيلتهم وهل وهل وهل إلى ما لا نهاية! هل حدثتك نفسك يوما أن تمر ليلا أو نهارا وتتفقد من يدفعون راتبك وراتب رهطك من العسكر ام إنك تجلس في مكتبك الفخيم وتنتظرك تلك التقارير الباهتة والباردة.هذه الأسئلة لا تحتاج إلى إجابتك ونحن نرى ونعلم الإجابة.
في كل بلاد العالم إذا وقع حادث أو جريمة في اختصاص وزير معين فإن أول قرار يتخذه الوزير يقدم استقالته ثم يترك الأمر لرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء واللجان الفنية أن تحدد علي من تقع المسئولية ولكن عندنا نحن فإن الوزير أو الرئيس يبقي في منصبه وإن مات كل الشعب كما قال المخلوع وزبانيته بأن يقتل الثلث ويظل هو خالدا في الكرسي والعياذ بالله.