مشاعر عمر، شاعرة تعدّ من أهم الشاعرات السودانيات، في الوقت الراهن الذي عرفت فيه شاعرات كثر. شعرها يركز على وجع الروح ورفضه بجانب الحزن النبيل والمشاعر المتدفقة، فعرفت بأسلوبها السهل الممتنع، وكذلك نموذجًا يعتز به فيما يتعلق بالحديث عن قضية المرأة في المجتمع، والتجارب الأنثوية في الحب والثورة ، ولأهمية هذه الشاعرة، وتجربتها الشعرية، فإن هذه الاطلالة ستعرض نبذة عن حياتها الشعرية فمرحباً بكم.
حاورها: محمد خلف
ـ أولاً، حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف كانت البدايات؟
اختارتني الحروف كي أكون رفيقة منذ 2013 وكانت البدايات قبلها بكتابة الخواطر ومنذ ذلك التاريخ ونحن رفقاء درب .. الوجع أحياناً والفرح أحياناً أخرى.. وبينهما كم من الأحاسيس. تجربة ممتعة جداً والشعر ملكة وإلهام من المولى عز وجل ونعمة أحمد الله عليها.. فهي في كثير من الأحيان ترسم البسمة على شفاه البعض وتخاطب وجدانهم . وهى (أوكسجيني).
ـ هل تأثرت بأحد؟
لم أتأثر بكاتب بعينه ولكن أعشق الحرف الجميل العميق.. كما أعشق حرف شاعرنا التجاني الحاج موسي وعربياً نزار قباني.
ـ ممن لقيت التشجيع في مسيرتك؟
في البداية وجدت التشجيع من أختي الغالية (نجوى) وبعض الأصدقاء.. وبعدها وجدت كتاباتي طريقها للأخرين.
ـ ما هي الموضوعات التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟
فى نصوص الشعرية أتناول كل المواضيع ليس هناك خطوط حمراء ما دام الموضوع مطروقاً فى المجتمع يجب تسليط الضوء عليه ومحاولة معالجته من خلال الحرف والكلمه فالشعر رسالة والشاعر لسان حال مجتمعه.
كتبت عن الختان وعن أولاد الشوارع وعن السيول والفيضانات وعن السلام وثورة شعبنا المجيدة وظاهرة إطلاق الرصاص في الأفراح وعن هذه الظاهرة تحديداً أتمنى أن تتم التوعية بمخاطرها فثمنها أرواح تزهق بلا مبرر فللفرح وإعلانه مظاهر أخرى كثيره فروحك أمانة من الله يجب أن تحافظ عليها وحرصك على حياة الآخرين مسؤولية ونتمنى (أفراح بلا سلاح). وتناولت العلاقات الإنسانية المختلفة ..الأخوة الأمومة.. الصداقة..الحب .. الوفاء .. الغيرة.. ومواضيع كثر.
ـ ما الشروط التي ينبغي أن تتوفر للشاعرة الناجحة برأيك؟
الشاعر الناجح هو من حباه الله بملكة قوية وإلهام حاضر وإحساس مرهف بالإضافه للقراءة والثقافة عموماً فهي مكملة.
ـ أجمل قصيدة كتبتيها وتعتزين بها، وماذا تقولين فيها؟
أجمل قصيدة كتبتها (يمة مشتاقة) على الرغم من صعوبة تحديد أي النصوص أجمل من الآخر، ولكن دعني أقول إنها أكثر النصوص خصوصية ولها وقع وطعم مؤلم.. رحيل الوالدة لها الرحمة.
وحاتك يمه مشتاقه..
متين يا يمه نتلاقى..
واقالدك بي حنين يمه ..
ودمعة عيني سباقه..
حليلك انتي يا يمه..
وكت ضهرية نتلم..
نعاود ليكي ملهوفين..
عشان ارواحنا تنجمه..
ومااااشفتي الحال العلي يمه..
وكت طيفك لي يزور..
بصبح خاطر الفرح مكسور..
وتسيييل دمعاتي يا يمه..
واتذكر حنانك لي..
وبين نومي والصحيان..
أمد إيدي..
وأقالدك تاني يا يمه…
وأشوفك زي..
كأنك في بساط أخضر…
موشح بالوهج والضي..
تنادي علي…
وأقول ليك يمه مشتاقه..
ومتييين يا يمه نتلاقى..
وأقول ليك يمه مشتاقه..
ومتين يا ربي نتلاقى..
ـ رأيك بمصطلح أدب ذكوري، وأدب نسائي؟
ليس هناك أدب ذكوري وأدب نسائي فى رأيي الخاص إذا تحدثنا عن الشعر مثلاً كضرب من ضروب الأدب.. فالشاعر يتحدث بلسان غيره من الجنسين والأمثلة كثيرة لشعراء استعاروا (لسان) غيرهم وكانوا صادقين جدا في توصيل الإحساس وكأنهم من يعيش القصة بتفاصيلها. وأنا منهم ووجدت هجوما كبيراً خصوصًا في الدوبيت عندما أكتب الغزل وغالباً ما يكون أثناء مجادعة أو مساجلة مع شاعر.
ـ وما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في البلاد؟
الحركة الأدبية الراهنة تشهد نشاطا مستمراً ودؤوباً كمية من المنتديات والحراك الثقافي رغم ما يواجه الفنانين (كل في مجاله) من صعوبات كثيرة ومعوقات والظروف التي لا تخفى على أحد، ولكن هناك إصرار على المواصلة والمواكبة لما يدور حولنا .. ومن هنا أحيي كل من اجتهد وقهر الظروف ليوصل رسالته.
ـ ورأيك بالنقد المحلي، وهل أنصفك؟
النقد مهم للشاعر أو الكاتب أو الفنان أو اي صاحب رسالة فهو يلفت انتباهك لمناطق الخلل وبالتالي تعمل علي معالجته ويحفزك لتقديم الجيد الذي يليق بذوق القارئ وهنا طبعاً أعني النقد الإيجابي، أما السلبي والهدام فلا ألتفت له .. والنقد أنصفني في أماكن ولم يفعل في أخرى.
ـ هل لديك إصدارات وما مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
لدى ديوانين تحت الطبع (ديوان حلم الأماسي وديوان إحاسيس) الذي تأخر كثيراً بسبب ارتفاع تكلفة الطباعة كما هو حال الارتفاع الجنوني الذي طال كل شيء. أتمنى أن يصدرا في القريب العاجل.