ياسر زين العابدين المحامي يكتب : ذهب مع الريح!!!
حتماً التاريخ يسجل تراكُم الأخطاء بالذاكرة الجمعية…
فلا يمكن تصور الوجود خارج الذاكرة…
العقل بذاكرته ميزة للإنسان…
هو مخزن الذكريات الرائعة ونقيضها…
ذكريات رسمت واقعاً يمثل الجنة…
بين وجود يعي الماضي…
يقرأ الحاضر ملياً ويستلهم المستقبل…
يحتكم للذاكرة بإعلان مضاد يرفض تكرار الأخطاء…
فمن يريد الخروج من طريق اختاره لنفسه….
ويخرج فلا يجوز له غسل أدرانه…
الشعوب لا تقبل هذا…
إنما تتحاكم للمواثيق وللعدالة لإنفاذها بشفافية مُطلقة…
لأجل ضبط المواقف بسياق الحق…
فتغيير الجلد لا يغير من الوعد…
والمراوغة لا تمنح بطاقة عبور…
والصلاة قبل أوان الفرض باطلة…
وبلا طهر غير مقبولة…
يلزم اكتمال شروطها…
نتميّز من الغيظ نكاد نمور…
تهافتوا لرسم تجاويف مريبة…
وتداعوا كما تتداعى القصعة على أكلتها…
فتحوا فاههم بنهم لابتلاع كل شئ…
بذروا قاعدة فرق تسد لغرض…
بظاهرة عكست عميق الأزمة…
باختزال الوطن عندهم دُون سواهم…
لا خطط تفكر بالمصالح الوطنية…
تبعثرت الأوراق واندلق الحبر…
تجاوز وتراجع ونكوص…
آخرون يسبحون بالحمد…
وتدور الحكايا والأحداث تباعا…
هناك من يشمت ويهزأ ويمد لسانه…
لا شئ يتغير والطبع يغلب التطبع…
فاعتقاد عدم التحاكم للعدالة بوقت (ما) زيف…
فإن تأخر بزوغ شمسها ستبزغ…
مرت عامان ونصف… الثورة لم تف بجزء ولو يسير من وعودها…
لقد ذهبت مع الريح…