الغالي شقيفات يكتب : الانفلات الأمني
تشهد ولاية الخرطوم بين حين وآخر، أحداث انفلاتات أمنية وحالات اختطاف وتهديدات من النيقرز والعصابات، وسجلت مضابط الشرطة العديد من مثل هذه البلاغات.
واتهم حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، جهاز الأمن بصناعة “النيقرز” واستخدامها في التصفية والفوضى، وقال لدى مُخاطبته حفل افتتاح المركز العام لحركته بأمدرمان شارع الموردة منزل صديق ودعة، قال إنّ الذين يُقاتلون في الشرق “نيقرز” تم ترحيلهم، ومن الذين يريدون إشعال الحريق. وتحدى قوى الحرية والتغيير في مُناظرة مفتوحة لإثبات الذين تم توظيفهم أسريا.
من حديث مناوي، يمكن القول إن الدولة لا تزال تسيطر عليها مجموعات، وإن الوضع الأمني يحتاج إلى معالجة كبيرة حتى يشعر المواطن بالطمأنينة والأمان.
وحديث مناوي واضحٌ واتهم مباشرة الجهاز بصناعة “النيقرز” وهي عصابات أرّقت مجتمع الخرطوم وهي منظمة بشكل واضح، وأسفرت جرائمهم عن قتل ونهب وسلب وسرقة للممتلكات في وضح النهار.
وكان كمال بولاد القيادي بالحرية والتغيير وحزب البعث العربي الاشتراكي، قال في حديث لـ”السوداني” إن هنالك جهات تقوم بتوظيف هذه المجموعة لأغراض سياسية، موضحاً أنها ظاهرة اجتماعية تعكس طبيعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي خلّفها النظام البائد، وبهذه الإفادة فإنّ المسؤولية تقع على عاتق الدولة سواء كانت معالجات أمنية أو اجتماعية.
كما يجب على وزارة الداخلية تطبيق نظام متطور للتعرُّف على الوجه باستخدام تكنولوجيا متقدمة ومعتمدة لحماية حدود العاصمة الخرطوم وبنيتها التحتية وثروتها السيادية، يقوم بإجراء مسح ضوئي لصور وجوه الأشخاص ويستخدم كاميرات حساسة لالتقاط الصورٍ سواءً من مسافة قريبة أو بعيدة، أو في وضع حركة، أو ثبات، والشرطة تحتاج إلى قانون يحمي أفرادها ومعينات تساعدها على الحركة والوصول إلى موقع الحدث في أسرع وقت، والسودان الآن في حوجة إلى قوانين ودستور يطبق على الجميع، ومطلوبٌ من الحكومة تجهيز قوات الأمن بالمعدات اللازمة، ورفع درجة الوعي لعناصرها للمحافظة على الانضباط وتعزيز التعاون في ما بينها وبين المواطنين من جهة، ومع القضاء من جهة أخرى، والاستعانة بوسائل الإعلام في نشر ثقافة الأمن في المجتمع، ومطلوب في الوقت نفسه من الشعب السوداني التعاون مع قوات الأمن في تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد، على اعتبار أنه هو المُستفيد الأكبر من تحسُّن الحالة الأمنية.
ومني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور مطلوبٌ منه إشراك قواته في حفظ الأمن وتغيير سلوك المجتمع، واقترح أن يتم استيعاب قُوّات مناوي في الخرطوم وليس دارفور، وخاصةً أنّ مناوي تحدث الأسبوع الماضي بأن النقص في قوات الشرطة هو نقص كادر بشري وفقاً لحديث مناوي في قاعة الصداقة.. فإذن المشكلة مُشخّصة.