صاحب صوت وتجربة جديرة بالتمعن والقراءة أبوبكر سيد أحمد.. فنان يتكئ على شكل تأليف موسيقي مشبع بالنغم السوداني!!
كتب: سراج الدين مصطفى
(1)
الفنان الشاب أبوبكر سيد أحمد هو كفنان شاب قد لا يعرفه الكثيرون ولم يجد حظه من الشهرة والأضواء حتى الآن رغم أنه فنان صاحب صوت وتجربة جديرة بالتمعن والقراءة والمدارسة والتأمل، لأن تفاصيله الحالية ومخططات مشروعه الغنائي تتكئ على لونية جديدة فيها الكثير من المحاولات على استنطاق أشكال غنائية لم تطرق من قبل.
(2)
أبوبكر سيد أحمد شاب يكرس ويبني لتجربته بالكثير من التأمل في التجارب الغنائية التي سبقته، وأبوبكر الذي يؤسس الآن لشخصيته الفنية جدير بأن نمنحه بعض الفضاء ليحلق وينطلق بلا قيود، ومن يتمعن في أغنيته نقرشة التي صاغها الراحل حميد:
زمني اللي لي
الما علي
وطني البريدك منو لي
وطني البيمرق من حشاي
مع الله لي
وطني البهدهدو فوق يدي
وطني البوسدو من حنان صدري
وبغطي بضي عيني وطني الصبي
وطني الابوي أمي وأخي
يا الما بسويلك بي قفاي
يا المابفوتك بي وشي
دمي البحرسو من الصقور
لحمي البحاحيلو الحدي
(3)
هكذا يغني أبوبكر سيد أحمد بحثاً عن شخصية فنية لها تأثيراتها على الواقع الغنائي والموسيقي، فهو يتباعد عن العادية والكلاسيكية وكل الأنماط التقليدية التي تتحكر الآن على جسد الغناء . وهذا الصوت الشاب الذي يتميز بالمدى الصوتي النادر له مقدرات فائقة في الغناء بلا معاناة أو جهد وحينما تسمعه أو تشاهده تجد طريقته في الغناء فيها الكثير من المعايشة للأغنية ويجسدها أمامك بكل تفاصيلها وهذه القدرة التصويرية في الصوت لا تتوافر الآن وتكاد تنعدم في الوقت الحالي.
(4)
أبوبكر سيد أحمد جملته الموسيقية تنتمي للحداثة.. ألحانه ذات ثراء نغمي بديع.. أفكاره اللحنية متجاوزة لحال السائد من الألحان الدائرية والرتيبة.. يحشد للنص تصاوير جديدة من حيث القدرة على التعبير والتحلل من الأنماط اللحنية العادية.. وهو يحمل ذات الملامح السودانية القديمة من حيث الموهبة العظيمة في مجال الألحان.. فهو يعد من العباقرة في مجاله.. وهو يمكنه أن يسير على ذات الدرب الذي مشى عليه من قبل ملحنون كبار أمثال برعي محمد دفع الله وعبداللطيف خضر ود الحاوي وعمر الشاعر.. فهو يمثل موهبتهم الفطرية الخلاقة التي قدمت أغنيات جادة وجديدة ما زالت حضوراً حتى اللحظة.
(5)
أبوبكر سيد أحمد بغير صوته يتكئ على شكل تأليف موسيقي مشبع بالنغم السوداني بكل تلوينات السلم الخماسي الذي يصبح عنده مدرجاً موسيقياً يستطيع أن يتحرك من خلاله على كل الأشكال من (الغليظ) الى (الحاد) وهذه هبات ربانية منحها الخالق عز وجل لأبوبكر لذلك أصبح صوته فيه الكثير من البراعة وليس صوتاً محدوداً يتحرك في مساحة ضيقة.