الغالي شقيفات يكتب : فتحي الضو
يعتبر الأستاذ فتحي الضو رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الكتاب الذين لعبوا دوراً كبيراً في ثورة ديسمبر، وهز عرش صلاح قوش مدير جهاز الأمن الوطني المنحل والمطلوب حالياً بواسطة الإنتربول الدولي، وقد وجدت كتبه اهتماماً داخلياً وخارجياً. وقد ذكر في أحد كاتب السطور مؤسس رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور وترصد جهاز صلاح قوش لنا في عهد النظام البائد وقد استمعت للأستاذ فتحي الضو في أمريكا وزارنا في فيللي الجميلة، وأمس الأول شرّفنا عند جيراننا بصحيفة “التيار” وقدّم محاضرة قيمة وثرة تحتاجها الساحة هذه الأيام، والمنابر أصبحت تفتقد المثقفين أمثاله، والصحفيون متعطشون للمعلومات، لأن المطروح في الساحة دون الطموح، وهو صحفي سوداني مخضرم لعب دوراً كبيراً في فضح نظام «الكيزان» في السودان عبر مقالاته وكتبه الكثيرة التي لقيت رواجاً كبيراً، وأصبحت الأكثر مبيعاً داخلياً وخارجياً، ومن أهم هذه الكتب الخندق و«بيت العنكبوت» و«الطاعون»، وكلها قدمت بالبراهين والوثائق التي حصل عليها من عقر دار نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الأدلة الكاملة على فساد وجرائم وتناقضات النظام البائد وقد شبه في حديثه لمنبر كباية شاي، الشراكة مع العسكريين بالعقبة الكؤود التي تقف أمام تقدم البلاد، في حين رأي أن مجرد الحديث عن مُصالحة وطنية مع المنظومة البائدة إساءة بحق الشهداء.
واعتبر أن التسامح السياسي “فريةً” لخدمة أجندة معينة، ولا تمت للواقع المعاش بصلة، وأفتى ببطلان الحديث عن المصالحة “شرعاً”، ودعا للرجوع إلى منصة التأسيس “الوثيقة الدستورية” ووقف انتهاكها الذي تم قبل أن يجف مدادها ولا زالت، فيما نفى وجود قنوات للاتصال بينه ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، الذي انتقد مبادراته قائلاً: “حمدوك رئيس للحكومة التنفيذية وليس رئيساً للمبادرات”.
وبينما جزم بأنّ الثورة لم تبدأ بعد، وأن شعاراتها معلقةً في الهواء، أكّد أنّ الثورة قد وضعت حدّاً للانقلابات العسكرية، والإسلام السياسي “الشكلاني”، والطائفية السياسية التي قُبرت.
ومثل هذه المحاضرات والأحاديث تجد أذناً صاغية من المثقفين والثوار، ووجود الضو بيننا هنا في الخرطوم في حد ذاته هو انتصار للثورة ومفتاح الطريق للتحول الديمقراطي.