بهاءالدين قمرالدين يكتب.. أميرة القلوب ومعشوقة الشعب!
كانت الأميرة ديانا؛ هي أكثر الأميرات شعبية وشهرة في العالم، التي عُرفت “بأميرة القلوب” وأميرة الشعب”، بينما كان لقبها الرسمي “أميرة ويلز”، منذ زواجها من الأمير ويلز أصبحت ديانا محط اهتمام وسائل الإعلام وحتى بعد طلاقها منه.
عُرفت ديانا بأناقتها وطيبتها وأعمالها الخيرية في مُختلف دول العالم سواء للمُتشردين أو المرضى أو محاربة الألغام، كما عُرفت ديانا بحبها لابنيها الأميرين ويليام وهنري واهتمامها بهما بشكل خاص، رغم خلافاتها المستمرة مع الأمير تشارلز، فكانت ديانا تقول “العائلة هي أهم شئ في العالم”، وكانت ديانا ترى أن أكثر مرض يُعاني منه العالم في عصرنا هو عدم شعور الناس بالحب!
ولكن رحلت ديانا عن عالمنا سريعاً في عمر 36 عاماً، في حادث سيارة وصفه البعض بالمدبر، لكن محبتها لم ترحل من القلوب!
في 1 يوليو 1961، ولدت الأميرة ديانا في عائلة إنجليزية نبيلة تعود لأصول ملكية تلقب بالشرفاء، وتدعي ديانا سبنسر، كانت المولودة الرابعة والابنة الثالثة لجون سبنسر الثامن والشريفة فرانسيس شاند كايد، وترعرعت في منزل بارك بالقرب من مقاطعة سانرينجهام، وتعلمت في انجلترا وفرنسا، وحصلت على لقب ليدي في عام 1975 بعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر!
عُرفت ديانا بخجلها حينما كانت صغيرة، وباهتمامها بالموسيقى والرقص فمارست الباليه الكلاسيكي، كما عرفت بحبها للأطفال، وعملت معلمة حضانة في مدرسة يونج انجلد!
كانت الخطبة الرسمية للأميرة ديانا والأمير تشارلز في 24 فبراير 1981، بينما تمّ زفافها في 29 يوليو 1981 بكتدرائية القديس باول، في حفل زفاف أسطوري شاهده 750 مليون مشاهد عبر التلفاز، واصطف في الشوارع 600 ألف شخص لمشاهدة ديانا!
بعدما أصبحت أميرة ويلز، اكتسبت ديانا رتبة ثالث امرأة في المملكة المتحدة بترتيب الأسبقية بعد الملكة والملكة الأم، أنجبت الأميرة ديانا للأمير تشارلز ابنيهما الأمير وليام والأمير هنري!
ولكن بعد خمس سنوات أصبح زواج ديانا وتشارلز محفوفاً بالمخاطر، إذ تسبّب عدم التوافق بين الزوجين والفارق العمري بينهما في تدمير هذا الزواج، إضافةً إلى اهتمام تشارلز بصديقته السابقة كاميلا دوقة كورنوال التي تزوّجها لاحقاً في عام 2005!
عاشت الأميرة ديانا حياة تعيسة مع الأمير تشارلز، وسط خيانات من الطرفين حتى انفصلا عام 1996.
تعرفت ديانا على جرّاح القلب البريطاني من أصل باكستاني هو حسنت خان الذي ربطتها به علاقة حب قوية، ظلت سرية، واستمرت لمدة عامين، وبعدها تعرفت على دودي الفايد.
حتى بعد انفصالها عن الأمير تشارلز حافظت ديانا على مُستوى عال من الشعبية، وكرست نفسها لابنيها، ولمجهوداتها الخيرية التي تمثلت في مساعدة الفقراء ومرضى الإيدز، واستغلت ديانا شهرتها في معركتها ضد استخدام الأنغام الأرضية، وعملت على رفع مستوى وعي العالم بهذه المشكلة.
كانت هناك علاقة حب تربط بين عماد محمد الفايد الشهير بدودي الفايد ابن المليادير المصري محمد الفايد، صاحب محلات هاردوز سابقاً بلندن ونادي فولهام وفندق ريتز بباريس، ولقد كتبت الصحافة العالمية عن قصة حب ديانا ودودي الفايد ما لم تكتبه عن أي قصة حب أخرى، ما تسبب في مأزق للعائلة المالكة التي كانت ترفض أن ترتبط ابنتها برجل عربي مصري!
الجدير بالذكر أن الأميرة ديانا ودودي الفايد كانا سيعلنان خطبتهما قبل حادث السيارة، حيث قاما بشراء خاتم الخطبة من أحد محلات المجوهرات قبل الحادث بأيام.
قضى العالم ليلة حزينة في 30 أغسطس 1997، حيث لقت الأميرة ديانا حتفها في حادث سيارة مع دودي الفايد بعد محاولة الفرار من المصورين خلال زيارتها باريس، قتل في الحادث دودي الفايد والسائق وأُصيب الحارس الشخصي بجروح خطيرة.
صدم العالم بهذه الأخبار الحزينة الخاصة بمقتل الأميرة ديانا، وأطلق عليها الآلاف لقب “أميرة الشعب” خلال موكب الجنازة، أقيمت الجنازة التي بُثت عبر شاشات التلفزيون في دير وستمنستر، وتم دفنها لاحقاً في مزرعة عائلتها الثورب.
بعدها أجرت السلطات الفرنسية تحقيقاتها في الحادث وزعمت أن السائق لديه مستوى عال من الكحول وقت وقوع الحادث، كما تم فحص دور المصورين الملاحقين في هذه المأساة!
قال المليادير المصري محمد الفايد والد دودي الفايد، إن الحادث كان مُدبّراً من قِبل المخابرات البريطانية؛ حيث ترفض الأسرة المالكة اقتران ديانا برجل عربي ومسلم لأسباب عنصرية!
رحلت الأميرة ديانا عن عالمنا، لكن ما زال حبها يملأ القلوب ومازالت قصة حياتها ووفاتها مليئة بالغموض والأسرار التي لم تكتشف بعد، وفي عام 2007 احتفل ابناها الأميران وليام وهنري بذكرى وفاتها، وقاما بتوزيع الأموال الخاصة بالحفل على إحدى الجمعيات الخيرية التي كانت تهتم بها ديانا في حياتها.
كما تذكر الأمير وليام وزوجته كيد ميدلتون والدته ديانا عند تسمية طفلتهما الثانية، الأميرة شارلوت إليزابث ديانا التي ولدت في عام 2 مايو 2015 تخليداً لذكراها!