عبد الله مسار يكتب.. انتصرت طالبان
انتصرت طالبان في أفغانستان بعد حربٍ ضروس خاضتها ضد دول الاستكبار والصنم العالمي الذي اسمه المجتمع الدولي والذي تسيطر عليه أمريكا وأوروبا.
انتصرت العقيدة والإيمان بالقضية مع صدق التوجُّه والصبر على المكاره، انتصرت الفكرة بعد أن أخلص معتقدوها النوايا وعملوا بجد إلى الوصول بها لغاياتها العليا.
هُزمت أمريكا لأنها لا تملك مشروعاً، ولكنه مشروع استعماريٌّ مستبدٌ، بل مشروعها القضاء على الإسلام باسم الدلع القضاء على الإرهاب.
انتصرت طالبان بضعفها المادي ولكن بقوتها المعنوية وبصدقها الأخلاقي والعقدي، حيث إنها رفضت تسلم بن لادن كمسلم فقط، وقاتلت قصاد ذلك ودفعت ثمن حرب عشرين عاماً.
جيّشت أمريكا ثلاثمائة ألف جندي طالباني ودرّبتهم وصرفت عليهم (2) تريليون دولار وخرجت مهزومة وتركت خلفها معدات وآليات عسكرية جعلت طالبان من أقوى جيوش العالم.
٧٥٠٠٠ مركبة سليمة مُتحرِّكة
٢٠٠ طيارة هليكوبتر وطيارات أخرى
٦٠٠٠٠٠ قطعة سلاح صغير ومتوسط
مخازن وشون من الذخائر والقنابل
أجهزة رؤية ليلية متطورة
دروع طبية
بصمة الأصبع والعين لكل من تعاون مع الأمريكان من الأفغان طيلة العشرين عاماً.
تركت مطارات ومرابط ومهابط طيارات.
تركت سجلاً كاملاً للعملاء والمتعاونين، بل تركت سجلاً كاملاً لدول إسلامية تعاونت مع الأمريكان في الحرب ضد طالبان.
تركت تاريخاً سيئاً من انتهاك حقوق الإنسان باسم النظام العالمي الجديد.
كل هذا كسبته طالبان دون أن تدفع مليماً، ودون أن تخسراً تواً مقاتلاً واحداً.
انتصرت طالبان لأنها فقط نصرت الله ويقول عز وجل: (إن تنصروا الله ينصركم).
أيها السادة، الإسلام لم ينتصر بكثرة مؤيدين ولا بكبر ترسانة أسلحتهم ولا بقوة عتادهم، لأن المسلمين انهزموا في حنين وهم كثرة، وانتصروا في بدر وهم قلة، إذن الأمر ليس بكثرة ولا قلة، ولكنه الإيمان والعقيدة.
قال القائد الثاني لطالبان آنذاك وهو القائد الأول الآن: إننا نحتاج لعشرين عاماً لنعيد دولة أفغانستان لطالبان، وصدق الرجل بعد عشرين عاماً انتصر على أمريكا العظمى وتركها تخرج من أفغانستان بقرارٍ من رئيسها بايدن، لأن الله قال كن فكان.
أيها السادة، الإسلام دين ودولة ليس دين كهنوت وتمائم، الإسلام دين حرية وصدق، الإسلام لكل البشرية.
انتصرت طالبان وهزمت جيوش أمريكا وأوروبا ودول الترويكا لأنها رفعت شعارات أخرى وهي القضاء على الإسلام باسم الإرهاب.
أرجو أن يكون درس طالبان درساً لكل عميل ولكل منهزم في دينه ولكل عبدة أصنام العالم اليوم، إنها العقيدة والإيمان.
إنه درسٌ لأصحاب الألباب والعقول.