هيثم دينار أحد مؤسسي المنصة الموحدة لـ(الصيحة): الثورة اختطفت من قِبَل الذين يجلسون الآن على سدة الحكم
السلام خط أحمر وحميدتي يجب أن يُكرّم
(70%) من شباب الثورة “عطالى” يريدون الهروب للخارج
لتحقيق العدالة (ليس هناك خيار وفقوس) والقوى السياسية شاركت في فض الاعتصام
شعارات الثورة لم تتحقق ونحن مع تسليم المطلوبين للجنائية
بعد أكثر من عامين من ثورة ديسمبر هناك من يراها من المشاركين فيها من الشباب بأنها لم تحقق ما كانوا يرجون منها وهم يرون أن الشعارات التي خرج من أجلها الشعب السوداني ظلت كما هي خاصة تلك التي تتعلق بالحرية والسلام والعدالة، وبالتالي يصف البعض أو يعتقد بأن الثورة اختطفت، ولكن يظل السؤال من الذي اختطفها؟ وبالتالي يرى الشعب من هم يرون أنفسهم أحق بالموجود بأن الفرص باتت ضئيلة، وأن الحال يغني عن السؤال لا يسع منهم من ضاقت به الأرض بما رحبت إلا الاتجاه للخروج من باب الدخول وعيناه تفيض من الحزن.
واحد من هؤلاء الذين يرون أن ثورتهم اختطفت أحد مؤسسي المنصة الموحدة هيثم دينار الذي جلسنا معه لتفريغ بعض ما يكنه في نفسه عن حال الواقع.
حوار: صلاح مختار
- بعد مرور عامين على الثورة كيف تقيم التجربة؟
أصدقك القول أنها لم تسقط بعد حتى الآن والشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر استطاعو إسقاط النظام الذي جثم على صدر الشعب السوداني (30) عامًا ذاق فيها كل ويلات العذاب وعندها استبشر الشباب بمستقبل وحاضر جديد، بيد أن الثورة اختطفت من قبل الذين يجلسون على سدة السلطة ولا علاقة لهم بثورة ديسمبر.
- ولكن ينتقد البعض الشباب بأنهم تركوا الحبل على الغارب مما أدى لذلك؟
هذا ليس صحيحاً وشباب ديسمبر ليسوا صغار السن وهنالك رؤساء صغار في العمر أداروا دولاً في العالم ولكن من المؤسف أن داخل الساحة السياسية السودانية منهم من قضى ماضيه ونصف حاضره وما زال هؤلاء يتشبثون بالسلطة ويتغولون على مستقبل الشباب فهم رغم انهم لا يعطون الفرصة للشباب قفزوا على أكتاف هؤلاء الشباب الذين استطاعوا إسقاط النظام السابق الذي لم تستطع تلك الأحزاب إزاحته بالتالي الشباب قادرون على إدارة الدولة وهذه فرصتهم ومستقبلهم أن يقودوا السودان بأنفسهم .
- دور الشباب لا يختلف عليه أحد حتى رئيس الوزراء أكد اهتمامه وأقر بدورهم؟
حمدوك له أفكاره التي تجد الاحترام وسط الشباب، ولكن هناك بطانة تلتف حوله والفئة الداعمة له هي التي تؤثر على السياسات التي تتخذ في هذا البلد.. الشباب الذين أسقطوا النظام يكاد (70%) منهم خرجون ولكنهم عطالة وهم جلوس على الأرصفة ويتفرجون على ثورتهم التي تم اختطافها، بالتالي إذا كانت الدولة قد طرحت برامج للشباب فإنهم يستطيعون أن ينتجوا في كل المجالات، ولكن للأسف بدأ الشباب الآن الهروب من بلدهم اعتقاداً منهم أنها ضاقت بهم، والآن نشاهد ما يحدث من صفوف في الجوازات أمام السفارات من شباب ينوون مغادرة وطنهم.
- هل هنالك سياسات أدت إلى ذلك الواقع؟
بالتأكيد، هنالك سياسات للدولة وأعتقد أن الثورة لها وجهان وجه في الباطن وآخر في الظاهر، والذين يعلمون بباطنها أقلية لا يتجاوزون (5%) من الشعب السوداني، أما بقية الشعب لا يعلمون أي شيء عن ما جرى خلال الثورة وحتى الـ(5%) منهم (3%) فقط يحتفظون بمعلوماتهم لأن ليس لديهم الآلية أو الجرأة لكتابتها أو نشرها، أما البقية يمكنهم فعل ذلك. ونحن نعلم ما في باطن الثورة ولدينا وثائقنا التي تثبت ذلك التي حان الآوان للحديث عنها بكل وضوح.
- بعد عامين من الثورة هناك ملفات لم تنفذ لماذا؟
الثورة خرجت لمثلث محدد وهي الحرية والسلام والعدالة, لأنه إذا كان الذين خرجوا من أجل لقمة العيش الوضع الحالي ليس أفضل من الماضي, وبالتالي القضية ليست في بناء مؤسسات الدولة وإنما القضية حتى الآن شعارات الثورة لم تتحقق حتى الآن. الناس تتحدث عن الحرية وما زالت هنالك معتقلات موجودة، أما الحديث عن العدالة فيكفي فقط أن نشاهد ما يتم في شأن القصاص للشهداء, ولكن لأننا جزء من الثورة نطالب بتسليم المطلوبين إلى المحكمة الجنائية الدولية بجانب محاربة الفساد والمفسدين ولذلك يجب أن يعي الناس أن الثورة ما كانت في الخرطوم وإنما انطلقت شرارتها من الهامش من مدينة الدمازين بالتالي هي ثورة هامش قبل أن تكون ثورة مركز شارك فيها كل الشعب السوداني.
- هناك حديث عن العدالة الانتقالية أو التراكمية؟
كان الناس تتحدث عن العدالة التراكمية من (89) لأن هناك عشرات الآلاف من الشهداء بالتالي من حق الولايات أن تطالب بالعدالة التراكمية، لذلك نحن مع تحقيق العدالة ليس فحسب العدالة القانونية، وإنما العدالة الاجتماعية في كل الولايات والمركز، ونعتقد أن العدالة يجب أن تتحقق ليس من (56)، وإنما منذ عام (1821) لأن هنالك أكثر من قرنين لم تتحقق فيهما العدالة الاجتماعية، نتمنى من ثورة ديسمبر أن تعي هذا الدور وتحقق كل أنواع العدالة التي لم تتحقق من قبل.
- الآن هنالك إطار من السلام تم الاتفاق عليه هل يمكن أن يكون هناك انتقال للعدالة؟
لم تكتمل حتى الآن رغم أن هناك من المهمومين بقضايا السلام الذين تركوا مواقعهم ومناصبهم من أجل للوصول إلى السلام من على مستوى السلطة القيادية بالدولة، لأنهم شعروا بمعاناة الناس والهم من مختلف القبائل ورغم وجود بعض الناس وعلى مستوى لجان المقاومة يتحدثون برفض اتفاقية السلام أو عدم الاعتراف بها إلا أننا نقول لهم ونوجه لهم رسالة واضحة بأن السلام خط أحمر لأن الذين ولدوا في المعسكرات هم الذين يعرفون طعم السلام ويتذوقونه بالتالي ما في إنسان يتحدث نيابة عنهم.
- هل لديكم آليات لتغيير الواقع الحالي؟
نحن داعمون لدولة حمدوك، ونؤكد للجميع ونرسلها رسالة لكل الشباب ما في دولة تسير دون وحدة المؤسسة المدنية والعسكرية وتناغمها، وبالتالي لابد من السير مع بعضها البعض ونحن نربأ بالذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر للوقيعة بين المكون العسكري والمدني، ونرجو من كل شباب المقاومة والمستقلين أن يعوا هذا.
- تعني هنالك أصوات تشكك في ذلك؟
ظهر وجود لبعض لجان المقاومة مؤدلجة تحاول فرض أشياء محددة بناء على عقيدة أحزابها السياسية، وهذه لا تمر علينا في المقاومة كذلك ليس هناك من يزايد علينا في انتمائنا للثورة بأي حال من الأحوال، لأننا نرى حتى على مستوى المؤسسة العسكرية يفاوضون طرفاً ويغضون الطرف عن الآخر من القادة في كثير من القضايا. نحن نطالب بالعدالة القانونية ولكن يجب أن لا يتحدث الناس بمعولين بمعنى إذا كان هنالك أي قصور في فض الاعتصام أو المطالب أو غيرها هنالك أجهزة أمنية مشتركة هم شركاء في كل ذلك.
- البعض يتهم بعض القوى السياسية بفض الاعتصام؟
حتى القوى السياسية كانت شريكة في فض الاعتصام وأنا شاهد يوم فض اعتصام القيادة وكنت من الموجودين فيه ولذلك عندما تتحدث القوى السياسية دعوة الناس إلى القيادة شاهدنا كل تلك القوى السياسية المدنية تتواجد بمقر القيادة كانت تخرج منها ولا شفنا منصة إعلامية للحرية والتغيير أو لجنة الأطباء أو قيادات سياسية مما يؤكد أن الناس كانت لديها معلومة مسبقة بفض الاعتصام، لكن يجب أن لا نستبق الحوادث حتى لا نؤثر على سير العدالة، ويجب أن لا يكون هناك (خيار وفقوس) في التعامل مع هذه القضايا حتى لا نعود إلى المربع الأول أو إلى دوائر المناطقية وعلينا أن نبعد عن الاتهام دون دليل أو إثبات.
- يقوم النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو بدور كبير لتحقيق السلام كيف ترى ذلك؟
كنا في ثورة ديسمبر الهم الأكبر لدينا هو تحقيق السلام لذلك كنا نبحث عن القشة للوصول لذلك الطريق، ما يقوم به حميدتي في إطار ملف السلام نحن نرى لولا وجوده ما تحقق السلام وما كان واقعاً بيننا رغم القصور الموجود نحن ندعم اتفاقية جوبا لسلام السودان نحن لسنا جزءاً من حركات الكفاح المسلح أو أحزاب سياسية، ولكن المجهود الذي يقوم به النائب الأول لرئيس المجلس السيادة يستحق الإشادة من كل السودانيين وأبناء دارفور بالأخص عليهم تكريمه بما يليق به وبمكانته واهتمامه وغيرته على البلاد.
- رغم ذلك جهات تحاول التشويش على ذلك؟
هنالك مثل يقول (الكلب ينبح والجمل ماشي)، ولذلك على حميدتي أن لا يلتفت لتلك الإشاعات، ونحن نعلم أنه مستهدف لأننا نرى كلما عاد من زيارة كانت وراءه إشاعة وتشويه، وهو سلوك الغدر والخيانة، رغم ذلك أرى أن حميدتي حنكته وخبرته جعلته أكثر مواءمة للعبور بالسودان ولا يتأثر بما حوله من تخرسات.
- كيف تنصح للعبور بالبلاد من الأزمات؟
ما لم تكن هنالك مبادرة للسلام المجتمعي لا ينصلح الحال, لابد من أن يتراضى المجتمع خاصة في دارفور. وأعتقد أن السلام لا يمكن له العبور إذا لم نفعل ذلك خلال الفترة الانتقالية الآن هنالك مناوشات موجودة والذي يقف حيال ذلك ظروف الخريف ولكنها ستعاود عقب ذلك أكثر إيلاماً وخطورة ما لم نسرع في تحقيق السلام المجتمعي والمصالحات.
- كيف تنظر لموقف الحلو وعبد الواحد نور؟
أعتقد أي حرب وحمل للسلاح بعد ثورة ديسمبر المقصود به والمستهدف إجهاض الثورة والثوار ورغم أن الثوار يشيدون بموقف الحلو، إلا أننا نوجه له رسالة أن يغتنم فرصة اللحاق بالسلام لأنها فرصة لن تتكرر. ولأننا في ظل وجود قيادات على مستوى السيادي وفي الحكومة ستكون الفرصة أوسع والضمانات موجودة وإذا عاد الحلو سيستقبله كل الثوار وأهل السودان وبعد ذلك يجب أن تحول كل طلقة إلى زهرة لأن الذي رفع من أجله السلاح الآن يقبع خلف القضبان لذلك دعوتنا للحلو وعبد الواحد العودة الفورية للسلام الذي يجد منا الدعم.