هاشم كمشاك يكتب..رجال في ساحات العطاء الجيش
يجب أن نتفق جميعًا على أمر تأمين الوطن، ولن يتأتى ذلك إلا بإعطاء الجيش الثقة فيه وتعزيزها وحق القوامة في دوره للتأمين والحماية وحفظ الوجود والحدود، وذلك لأنهم يرون الأنسب أمنيًا وفقاً للضرورات وخيارات التصدي لكل مما شأنه أن يشكل تهديداً للبقاء ولأنهم أصحاب العلم المسبق بالذين يخططون لما هو قادم وما هو قادم من سيناريوهات السوء وهم أصحاب الوعي والانتماء الحقيقي لنا، لأنهم منا وليس لفكر أو أيديولوجية أو للمقهورين نفسياً أصحاب عقد الانتقام والتشفي منا ومنها أي القوات المسلحة التي بها نحتمي وبها يحتمي الوطن، وذلك لأنهم أصحاب عقيدة التضحيات ونكران للذات رغم أنهم أصحاب أيمان بالذات الإلهية لذا واجب علينا أن نعطيهم ما يستحقون من احترام وتقدير ودعم .
نحن نعيش الآن واقعاً غير واعد وغير مبشر وأماناً بات ينزوي ويتضاءل من أصحاب السعي لهدم الوطن وثوابته وبقائه ومستقبله أن يظل وأن يكون نتيجة صراع بين مدعي سياسة وانتهازيين ليسوا منا وبين أصحاب فكر غير قابل للاستعمال أو حتى صالح للاستعمال لأنه بلا مضمون وبين أصحاب فكرة أنهم أصحاب الحق الإلهي وقطعاً لا يمتلكون تفويضًا بذلك بل ادعاء وسلوكهم يكذب ذلك بل يكشف زيف ادعائهم، لهذا يعيش الوطن الآن في حالة من التراخي وفقدان الأمل والأمان .
الآن انكشف المستور الذي كان جلياً وواضحاً وسئمنا من مر الخديعة وزيف القول وكثرة الادعاءات من أفواه لا تنطق إلا بالباطل نتاج ضمائر غابت عنها العفة وقيم الوفاء والانتماء ولا يؤمنون إلا بالذي به تتحقق مصالحهم، ومصالح من يمثلون لا الوطن ولا إنسانه طرفاً في أهدافهم ولا يعنيهم أمر بقائه أو فنائه لأنهم في مهمه ويحملون ادعاءات واتهامات لا يمكن أن تتحقق إلا بالتشكيك والسعي للنيل من الذين بهم نحتمي وبهم نستقر وبهم يتحقق الأمان، وهي ما أعني قواتنا المسلحة وبكل مكوناتها ومعها أجهزتنا الأمنية التي تشكل جهاز المناعة الواقي والواعي والمحيط بمهنية حجم ما نواجه من مهددات ومؤامرات واستهداف وبسبب هذه المهنية والتفوق في الأداء على مستوى حماية الداخل والمحيط ودوره على المستوى الإقليمي وعلمه المتقدم في الرصد والمتابعة والمعلومات والتحليل ونحن في إقليم يموج بالكثير من الصراعات وبؤر التوتر وعدم الاستقرار الأمني والسياسي أطماع البعض منهم في النيل منا ومن مواردنا، وذلك من خلال دعم التوتر وتعزيزه في الأطراف وتبني قضاياهم عبر مجموعات تخدم مصالحهم إلا أن مهنية أجهزتنا كانت لهم بالمرصاد وبهذا الأداء أربكوا كثيرًا من خطى الأجندة والمؤامرات التي كانت تستهدف الداخل وكانوا الرقم الصعب في المعادله الإقليمية والدوليه الذي لا يمكن تجاوزه أو تمرير أجندة الانقسام وتفتيت الدولة والتي بها يتم الاستحواذ والسيطرة على مقدراتنا ومن خلال كل ذلك كان الهدف والغاية هي الهيمنة على الوطن واستثمار موقعه الجغرافي الذي يعد من أخطر المواقع على المستوى الاقليمي والدولي أمنياً وسياسيًا واقتصاديًا، لكل هذه الأسباب وهذه العوامل كان لا بد أن تكون القوات المسلحة ومكوناتها والأجهزة الأمنية هدفاً ورقماً صعباً يجب تفكيكه تحت عدة شعارات ومن ضمنها ما يسمى بإعادة هيكلتها لتميزها بالتفوق والاحترافيه والانتماء وما هو أخطر وهو الولاء .
سعي هؤلاء لم ينقطع لشيطنة القوات المسلحة وذلك من خلال تسويق أن أزمة الفشل والفساد وسوء الإدارة وغياب التنمية وغياب الشفافية وأزمة الحكم وعدم الاستقرار وغياب الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان وترسيخ مبدأ العمل في كل مكوناتنا العسكرية والأمنية من أنه خيانة وعمالة الآن كل هذا الزيف من الادعاءات والتسويق الذي قد يرقى لمستوى الخيانة العظمى قد انكشف وواقعنا الآن يدعونا للالتفاف حول هذه المؤسسة القومية الوحيدة التي تنفرد بالانضباط والمؤسسية صاحبة الاستعداد الدائم المؤهلة علمياً وعسكرياً وإداريًا وصاحبة الخبرة التي يشهد بها القاصي والداني وهم من يشكلون مصدر الإلهام من خلال التوافق الذي يشمل دواخلهم وحجم عطائهم وتضحياتهم التي بها يستحقون الدعم الكامل والاحترام وأن نفسح لهم المكانة التي يستحقون وهم يستحقون لأنهم أصحاب الأداء الذي به يجتمع شمل الأمة وهم من بهم نصحي قيم الولاء الذي الذي يعاني من الفقر ونحن بحاجة للوعي الذي به تتزن خطانا ونعالج به أخطاءنا وخطايانا والتي من الواجب علينا أن نقر ونعترف بها وبكل شجاعة وأن نسميها، نعم هنالك محاولات لتطويع الإرادة وفقاً لهوى الآخرين وأشواقهم والتي تتقاطع مع أشواقنا وهم من يسعون للتألق وإثبات الذات وتحقيقاً لمجد وانتصاراً لفكرة وهذا ما تفعله السياسة دائماً. وهذا ما يمثل أو يجسد واقعنا الآن لكن الانتصار عليه لن يتأتى إلا بأصحاب القدرة على التضحيات وهم أصحاب الثوابت والقناعات ممن ارتضو ان بتقدموا الصفوف ويشكلون دوما دروع الحماية الذي به نتصدى للباطل ونحتمي وهم من بمثلون حقيقة من نكون حماة من نمثله عز وشرف والذي به نتباهى وهم كما قلت من يشكلون القاسم المشترك الذي به تتحقق معاني القومية وبالمعنى الحقيقي وليس شعارا.
لكل هذا نقول لا لمن يسيء للقوات المسلحة وباتهامات مؤسسة عاب على باطل هم صناعة اتهامات على من هم منا ومن بهم يتدثر الوطن ويشكلون له الدفء والاحساس بالأمان ومن بهم يتشكل اطار الهوية وهوى الإنتماء وحراسا للديمقراطية والحق لان الاثنبن معا يحتاجان لقوة تحميهم والا فسوف يسود الظلام والظلم الذي يسعى إليه البعض لكي يعم وينطفيء ضوء وجودنا ارضاء لنفوس وشخوص وجماعات كلنا نعرف محتواها من الغل والحقد واصحاب احساس بالظلم لسنا طرفا فيه بل هم صناعة ومؤسسية بل الحربصين على استمراره.
لذا فامر الانتصار للقوات المسلحة وانصافها لا يعني عداء للديمقراطية والحرية بل الاثنين معا يحتاجان لقوة تحميهما كما الحق وهنا يكون التكامل ويكفي مثالا امريكا وخالص التهنئة لقواتنا المسلحة بعيدها السابع والستون.