رسم مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، صورة قاتمة عن الأوضاع بدارفور في تنوير قدمه بقاعة الصداقة في الخرطوم نظمه مركز إشراقات الغد، حيث عدّد مناوي مشاكل الخدمات الأساسية، الأمن والصحة والتعليم والإدارة، وكشف عن وجود نقص حاد في مُعينات الشرطة وقلة العنصر البشري العامل بالمحليات، وركز على محليات شمال دارفور، حيث مكث بالفاشر فترة طويلة واطّلع على مُعظم المشاكل التي يُعاني منها مواطن ولاية شمال دارفور، وحمّل المركز مسؤولية الدعم وسد النواقص، وأقر مناوي بضعف الخدمات في الإقليم، مُتعهِّداً بجلب الدعم الخارجي وفتح الاستثمار.
ومعلومٌ أن لا أحد يستثمر في بلد غير مستقر أمنياً وسعر صرفها متذبذب، فالأمن مفتاح التنمية والاستقرار.
المطلوب من الحاكم مناوي توفير الأمن أولاً، ثم الشروع في التنميه والاستثمار، وولايات دارفور الآن تحتاج إلى بنية تحتية متكاملة وكبيرة، خاصةً الطرق المُعبّدة والرابطة بين المحليات ودول الجوار، كما أنّ المستشفيات الحكومية تحتاج إلى تأهيل كبير وسد النقص في الكوادر الطبية اللازمة ورتق النسيج الاجتماعي، وهذا يحتاج إلى خطاب تصالحي تبدأ به حركة مناوي في حد ذاتها عبر كوادرها وأنصارها وشركاء السلام والحكومة، مع مُراعاة التنوُّع الاجتماعي والجُغرافي في دارفور لأنه مفتاح النجاح، فمُهمة مناوي كبيرة وصعبة ومُعقّدة، خاصةً بعد تنامي الأصوات الرافضة في جنوب دارفور على وجه الخصوص.
وطَالَبَ مناوي بتسريع بدء عملية الترتيبات الأمنية وتكوين القوى المشتركة، كاشفاً عن جاهزية القوات المشتركة في شمال دارفور، وطَالَبَ الحكومة الاتّحادية بالتدخُّل لتشكيل القوات المشتركة .
وأكد مناوي عن عمل حكومة إقليم دارفور مع جميع أبناء الإقليم، وأشار إلى أنّ عودة الإقليم تعني عودة الفيدرالية والتنمية، مبيناً أن تنصيبه في الفاشر كان حاشداً وكبيراً، وأشار مناوي الى معاناة أهل دارفور في الحصول على الخدمات.
وما قاله الحاكم مناوي صحيحٌ، والترتيبات الأمنية من القضايا المهمة للنجاح السلام والاستقرار في الإقليم، وعلى الدولة الاستفادة من الكادر البشري للحركات حتى يتم سد النقص الذي يتحدّث عنه الحاكم مناوي.
وقال مناوي إنّ وابورات الكهرباء عُمرها الافتراض انتهى، وإنها تنتج أقل من المطلوب، وكشف أنّ الوبورات الألمانية تحتاج فقط إلى ثلاثة ملايين دولار لتشغيلها وهي نسبة أقل من مديونيات الشركة التركية. والجديد في الأمر أنّ وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم كان حضوراً، نتمنّى أن يُساعد في حل مشكلة كهرباء ومياه الفاشر وإيجاد تمويل لحل أزمة مياه الفاشر من حوض ساق النعام الجوفي وصيانة خزان قولو مصدر مياه الفاشر وتأهيل آبار شقرة القوز وشقرة الوادي وشقرة الصهاريج العشرة والمياه والصحة والتعليم والأمن والكهرباء والطرق، هي مطالب أهل دارفور للحاكم مناوي، وهذه الأشياء أهم من الترتيبات الأمنية وعودة اللاجئين بالنسبة للمُواطن الآن، ونأمل أن تجد الحلول العاجلة من حاكم دارفور.