هل الثورة مجرد وَهم مُفضٍ للزيف…
أم ينزاح الظلم والفساد وتحقق كل شعاراتها بلا استثناء…
وتشرق شمسها وعدا وقمحا وتمني…
وتنبت الأرض كل هذا وألف ثائر….
وهل بكبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر…
أم أنها أضغاث أحلام ووهم وسراب…
اختلاف الواقع والحلم لا يدركه بصر من بعينيه غشاوة…
ولا من بقلبه زيغ ونزق وهوى…
التاريخ به عبرٌ فالثورة الفرنسية خير
مثال…
هتف الثوار بشعارات محط آمالهم…
بالحرية والمساواة والإخاء ولكن…
خمسون عاماً مرت عليها ولم تتحقق
هذه الشعارات…
ذرتها الرياح…. نثرتها بعيداً هناك…
فلا يجوز لأحد أن يفهم ولا يسأل أو يجيب…
السؤال ثمنه غالٍ.. والإجابة خذلانها
مر بطعم الانتكاس…
فهناك من سرقوا الثورة بليل…
كانت شعاراتهم براقة أخفت حقائق مفزعة…
بعد ثمانية أعوام حدث ما حدث…
قُتل آلاف الفرنسيين بدم بارد…
جُثث ألقيت بقارعة الطريق…
عادت البرجوازية من باب موارب…
تولى إدارة دفة الحكم آخرون ما كانوا
على صلة بالثورة…
فحولوها من وسيلة لغاية…
أسبغوا عليها صفات سحرية…
أخرسوا ألسنة الثوار المشفقين…
أبعدوهم واتهموهم زُوراً وبهتاناً…
تحوّلت الثورة لعصا غليظة…
فالثورة لا تنتمي لمن يُفجِّر شرارتها، بل لمن يجرونها إليهم كالغنيمة…
الذين سرقوها أخفوا وجههم البشع…
بشعارات برّاقة لبسوا جلبابها بالمقاس
وضعوا خُطوطا لا ينبغي تجاوزها..
فإذا كان الوزراء ضعفاء يلزم القول بأنهم أكفاء…
واذا طغى الفساد وجب سد أنوفهم…
وقفل أفواههم وإغلاق عيونهم…
أي حديث غير هذا ضد الثورة…
لا يجوز النقد ولو أصبح الحال أسوأ مما كان عليه…
المبرر أنه غضب الله، ينبغي التحلي بالصبر…
لو اختلفوا كل مرة فإنها سُنة الحياة
فمزيد من الصبر…
واذا تغيّرت الوجوه ولم يتغيّر الحال فصبر جميل ففيمَ العجلة…
زرعوا اليأس والوجع والخوف..
هل الثورة لا تتحقق دائماً شعاراتها…
تتحول من وسيلة لغاية…
لمحاصصات ينبني عليها غبن فاحش..
هل حصادها علقم…
تختطف وتوظف لأجندات غير ذات
صلة…
السؤال هذا محرم فإجابته مكلفة…
من لم يتعظ سيلقى نفس المصير…
بوادر التشظي بائنة فلا اتفاق على كل شئ…
كل بضفة يحشد قواه… يحد شفير سيفه…
هل ما يجري يقود للوعد البشارة..
أم ما جرى وما سيجري ينتهي للوهم
السراب…
وقتها أشك أن تحارب المقابر…
الإجابة مكلفة اذا لم تك وفق هواهم
فالتصنيف يعتريك من أعلى الرأس
لأخمص القدمين…