محيي الدين شجر يكتب : هذا الوزير
قبل فترة سمعتُ خبراً عن تدشين قطار الخرطوم بورت سودان فأصبت بدهشة كبيرة لأني أعلم أن السودان لا يملك قطارًا ليدشنه من بورت سودان للخرطوم ولا يملك وزيراً للنقل يصنع من الفسيخ شربات، ظل بعيداً عن قضايا النقل وركز جهوده في مسائل أخرى لا علاقة لها بتطوير قطاع النقل..
هنالك قضايا ملحة كان من المأمول أن يتحرك فيها السيد وزير النقل ميرغني موسى مثل الخطوط البحرية والسكة الحديد والنقل النهري بالاستفادة من الأموال التي تضخ هذه الأيام للسودان من صندوق النقد الدولي ومن الدول الصديقة كان عليه أن يكون أعلى صوتاً باحتياجاته لتأهيل السكة الحديد أولاً وبإعادة الخطوط البحرية لسيرتها الأولى.. لا أن ينشغل بالمحاصصات في الميناء الجنوبي ليثير النعرات القبلية في ولاية لا تنقصها النعرات.
ملفات عاجلة كان من المفترض أن تجد الاهتمام الكافي منه لكنه اكتفى بالمنصب ولم يقدم شيئاً يذكر.
الثورة التي فجرها الشباب بدمائهم وأرواحهم وقدموا الغالي والنفيس فيها لا يمكن أن نهزمها بوزراء تولوا المناصب صدفة ..
استغربت فعلاً من خبر تسيير قطار الخرطوم ـ بورت سودان رغم أني سعدت من تفاعل الناس بالقطار وفرحتهم به.. ذاك التفاعل الذي يؤكد أن السودانيين يتعشمون خيراً في هذه الثورة بأن تحقق لهم رغباتهم .. وتطلعاتهم ..
لا تملك السكة الحديد أي رؤوس لتسيير قطار إلى بورت سودان ولا تملك عربات ركاب بل قطار الجزيرة الذي كان يسافر يومياً توقف وحول إلى عطبرة بقدرة قادر، ولقد ضحكت في إحدى رحلاته إلى عطبرة والتسجيل الداخلي يردد قطار الجزيرة يتمنى لكم رحلة سعيدة ..
أما الوزير ميرغني والذي كنا نعول عليه كثيراً بأن يحدث ثورة في النقل فقد خذلنا ولم يتحرك بجدية ووزارة النقل هي أهم وزارة في السودان فضل الصمت وركز على تعيينات بالموانئ لم تشمل كل القبائل ووقع في نفس أخطاء وزراء الإنقاذ السابقين فلم يختلف عنهم ترك كل مشاكل الموانئ المتلتلة والتي أعاقت الصادر والوارد والمتمثلة في بطء الإجراءات وضعف الرافعات الجسرية وضياع الحاويات بالميناء لأكثر من أسبوع واهتم بإرضاء البعض على حساب كل أهل الولاية..
الثورة جاءت لإنصاف المظلومين ولاسترداد الحقوق، والمظلومون كثر بولاية البحر الأحمر كأصحاب أرض الكميلاب التي قامت عليها ميناء هيدوب في زمن النظام البائد ولم يجد أهلها الإنصاف، وهذا ما سنعود إليه لاحقاً..
في الهواء
خبر تسيير قطار من الخرطوم إلى بورت سودان كان أكبر مزحة في هذا الزمن الكئيب..