وجد المقال السابق الكثير من الاستحسان والتجاوب وكتبته بمناسبة (مهرجان الإبداع العسكري) وكان عبارة عن خواطر عابرة وبمثابة إعجاب بالتنظيم والإخراج المتقن لهذا العام فوجدت نفسي أمام سيل جارف من الخواطر فيما يخص الإبداع داخل (المؤسسة العسكرية)..
وشمل المهرجان لهذا العام لونية الأغاني العاطفية في غير العادة لهذا المهرجان الذي يعرف عنه دائماً الجلالات وغناء الحماسة وايقاعات الجيش فوددت أن أخصص عدة مقالات عن الإبداع داخل الجيش الذى بالطبع لايقتصر على (الموسيقى والغناء) وكثير من الملحنين والشعراء والمغنين والعازفين داخل الجيش كان لهم أثرهم الواضح والكبير في حركة الأغنية السودانية ومنتوجهم المميز من (الألحان والأغنيات) الرصينة، وهذا يؤكد تماماً أن الجيش ليس هو عسكرية فقط لكنه مؤسسة تحمل الكثير من ألوان الإبداع المختلفة وحديثنا عن الفنانين والشعراء والملحنين سيكون مفصلًا في مقالات قادمة لكن لو تحدثنا عن ضروب أخرى من الإبداع داخل الجيش يبدأ من المعسكرات وطريقة التدريب حيث في مخيلتى مباراة (مصر والجزائر) الشهيرة التي لعبت بإستاد (المريخ) الذي كان يعد تحفة في تلك الفترة قبل أن تعتريه يد الإهمال وكنت حضورا في جانب الإخوة المصريين وما أدهشنى وأدهش جميع الحضور ذلك العرض الذي قدمته (القوات المسلحة) قبل بداية المباراة بطريقة مدهشة ومنتطمة وجميلة جعلت كل الحضور يصفق بطريقة لا إرادية فهذا يعد ضرباً من ضروب الإبداع ..
أذكر أيضًا ونحن صغار ننتظر الراحل المشير (جعفر نميري) وهو يقوم بتفتيش طابور الشرف بتلك المشية العسكرية التي كان يجيدها بطريقة تجعلك تتابع طابور الشرف من أوله لآخره وهذا أيضاً يدخل في كلمة الإبداع بتلك الصرخات ببعض الكلمات بطريقة منتظمة والتي تتبعها حركات بالأرجل والأيدي فالجيش يعتبر مؤسسة فيها الكثير من الإبداع إذا سلمنا بأن كلمة إبداع هي كلمة مرنة وفضفاضة..
فهذا كله بمثابة تمهيد للتعريف بالكثير من الإبداع والمبدعين داخل المؤسسة العسكرية أثروا وجدان الشعب السودانى بجميل الكلمة واللحن والموسيقى..
نواصل