لاشك أن الأحزاب السياسية تمثل الركيزة الأهم في بناء المجتمعات.. والدول الديمقراطية الحديثة التي تقوم على أسس الحرية وسيادة القانون و تنشأ على مبدأ الفصل بين السلطات.
ويستطيع حزب المؤتمر السوداني أن يفخر بأنه اجترح تاريخًا سياسيًا حافلًا بالنضال والقوة والممارسة الديمقراطية الملهمة والتي افضت إلى أن يتعاقب على رئاسته خمسة رؤساء منذ تكوينه وهو رقم قياسي يستعصي على الأحزاب التقليدية أن تحطمه… ويعتبر حزب المؤتمر السوداني من أحدث الأحزاب التي تأسست في السنوات الأخيرة وتكمن قوته الجماهيرية في أن قادته وأمناء هياكله من شريحة الشباب الشيء الذي خلق لحزب المؤتمر السوداني مكانة كبيرة في الشارع السياسي السوداني.
وبعد ثورة ديسمبر المجيدة انتظم حزب المؤتمر السوداني او كما يحلو للبعض تسميته بحزب (السنابل) كاستحقاق مكتسب جاء من حتمية انتصار السنابل على أسراب الجراد المقولة الشهيرة التي رددها المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني… انتظم الحزب في ترتيب وتهيئة البيئة الداخلية لتواكب عملية التحول الديمقراطي الجارية في البلاد لذلك تراجع عن قرار عدم المشاركة في الحكومة الانتقالية ليساهم مع الآخرين في الدفع بالفترة الانتقالية التي شارك فيها على مستوى الحكومة التنفيذية بكوادره ودفع في سبيل ذلك فاتورة باهظة الثمن ولكنها ترخص من أجل الوطن تمثلت في استهداف قادته من الدولة العميقة وعناصر النظام المباد والتعرض لحالة السخط الجماهيري المتزايد من الوضع الاقتصادي والأحوال المعيشية وتبعات الانتقال.
وعلى الرغم من ذلك عمل حزب المؤتمر السوداني على تغيير حالة البداوة السياسية المسيطرة على الأحزاب والتي حرمتها من المواكبة والتجديد في الفكر والقيادة من خلال تقديم نموذج للديمقراطية الداخلية الحقيقية.
مثل إقامة المؤتمرات في الوحدات الإدارية والأحياء والمحليات والولايات في جو مشبع بالديمقراطية نتج عنه قادة جدد للحزب من الشباب والشابات، جيل الثورة المجيدة… أيضاً عمل حزب المؤتمر السوداني مع الآخرين في ملف السلام بجوبا وساهم عبر كوادره في ردم الهوة بين الأطراف خلال عملية التفاوض ولا زال يعمل على تقريب وجهات النظر وصناعة السلام المستدام.. وتستمر تراتبية بناء الدولة السودانية وحزب المؤتمر السوداني بتناغم أوصله لمحطة المؤتمر التنظيمي الذي يعتبر ثورة في البناء والمؤسسية والتطوير ويجسد الرغبة الملحة في استصحاب الحداثة العلمية والمنهج الذكي لتقديم حزب المؤتمر السوداني بشكل يرضي طموحات وتطلعات السودانيين ويعبر عنهم.. في المؤتمر التنظيمي تمت مناقشة العديد من الأوراق التنظيمية والسياسية التي تطرقت الى إصلاح الهياكل وتقوية الدستور والاستراتيجات ليتم تعبيد الطريق بواسطة المؤتمر التنظيمي الى المؤتمر العام للحزب الذي سيقام نهاية العام الحالي 2021م.
وفي هذه الأيام ينشط حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم في إقامة مؤتمر الولاية الرابع حيث تقدم للمنافسة على رئاسة الحزب أربعة مرشحين بينهم كنداكة شابة من السنابل ليؤكد لنا هذا الحزب تفرده وصدقه في التعاطي السياسي الذي يتوافق فيه مع خطه ومبادئه.
* نشر بمناسبة المؤتمر العام لحزب المؤتمر السوداني