عبد الله مسار يكتب: هَولَ العقاب من سُوء العمل
كَثُر هذه الأيام في السودان، الحديث عن حقوق المثليين وسموا أنفسهم مجتمع الميم وصدرت بيانات باسمهم، وقيل إنهم بصدد الخروج في موكب، وقطعاً هذه الظاهرة الشاذة في المجتمع السوداني المُحافظ سببها انفراط عقد الدين عند من تولوا المسؤولية التنفيذية في هذه البلاد، لأنهم ألغوا بعض القوانين التي كانت تضبط حركة المُجتمع وسلوكه وخاصة قانون أمن المجتمع، ولذلك قلّ الحياء في الشارع العام، وبدأت ظواهر كثيرة هدامة تطل برأسها بسبب حرية الإنسان. وفي الحقيقة لا توجد في الكون حرية مطلقة ولكن توجد حريات ولكنها محددة ومحاطة بجملة من الكوابح، وأيضا الأديان السماوية نظمت ذلك لأن الحرية إن كانت مطلقة دخلت في حريات الآخرين، ولذلك بين الإطلاق والتقييد تتم ممارسة الحرية حتى لا يتأذّى الآخرون، ولذلك سلوك المجتمع أفراداً أو جماعات ينظمه القانون، ولذلك عدم وجود القانون معنا إباحة مطلقة وهذا لا يجوز او يتأتى في المجتمعات المسلمة، لأن في ذلك أذىً فردياً وجماعياً وفيه انتقام من رب العباد، وبسبب هكذا ممارسات قد ينتقم الجبّار من ممارسي هذه الرذائل ويخسف بهم الأرض كما حدث في زلزال المغرب قرية (أكادير) أو زلزال تركيا في ١٩٩٩م في قرية إزمير.
لأن ربنا قال في محكم التنزيل: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا. (
صحيح الزلازل ظاهرة بيئية وكونية نتيجة ضعف في التربة ولكنها أيضاً واحدة من رسائل العقاب الإلهي وهي آية من آيات الله تتضمن رسالة ربانية أشدها تخويفاً بأن الذي حرك الأرض أقدر على تحريك من عليها.
ولذلك زلزال قرية أكادير السياحية في المغرب كان آية من آيات الله، حيث إنها قرية مغلقة للسياح الأجانب فقط وبها النوادي والمسابح والشاليهات، وكان ممنوعاً لأهل المغرب أن يدخلوا إليها لشدة ما فيها من فسق وفجور، أصابها الله بزلزال مدمر في فبراير عام ١٩٦٠م كان من أكثر الزلازل فتكاً وتدميراً في التاريخ المغربي والعربي، قتل فيه حوالي ١٥ ألف إنسان حوالي ثلث سكان المدينة، وكان من بين القتلى ١٥٩٩ يهودياً من اصل ٢٣٠٠ يهودي يعيشون في هذه المدينة. وجُرح حوالي ١٢٠٠٠ آخرين، وترك ما لا يقل عن ٣٥٠٠٠ شخص بدون مأوى، وبلغت الخسائر ٢٩٠ مليون درلار.
هذا الزلزال الذي أصاب هذه المدينة جعل عاليها سافلها في (ثلاثين ثانية فقط)، والأمر الغريب أن فندق (هوليداي ان) المكون من ثلاثين طابقاً نزل ٢٩ طابقاً منه إلى الأرض وغطس في باطن الأرض وبقي الطابق الثلاثين فوق سطح الأرض وعليه اللوحة الكبيرة باسم الفندق وكأنها شاهدة على قبره، وكأنه مكتوب عيها (هنا يرقد فندق هوليداي ان).
ولذلك قال تعالى: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون).
ولذلك أيُّها الحُكّام في السُّودان اتّعظوا قبل أن يأتيكم العذاب!