الغالي شقيفات يكتب : خطاب الكراهية
أقامت Teeba Press بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان Unitams ، حلقة نقاش حول السُّبل المُثلى من تمكين الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية، وقد ضمّت الحلقة قادة العمل الإعلامي في السودان، وشرّفها وزير الإعلام حمزة البلول والأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية الأستاذ حسام حيدر ومدير الإعلام بـ”يونيتامس” السيدة رولي ومديرة البرامج الخاصة Rochdale Borough، وعدد من رؤساء تحرير الصحف ورئيس اللجنة التسييرية لنقابة الصحفيين الزميل وليد النور ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، حيث يهدف برنامجه إلى مُكافحة التطرُّف العنيف من خلال مشروع الاتّصالات الاستراتيجية التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكذلك يعمل في مجال السلام وبناء التماسُك الاجتماعي.
ويأتي مصطلح خطاب الكراهية (Hate Speech)، لأن العالم بقوانينه الدولية والمحلية، يفرق بين حق الرأي وحق التعبير عن الرأي، فإنّ العالم لا يضع أيِّ قيدٍ على حق الرأي ويجعله مُطلقاً ولكنه يضع قيوداً وضوابط على التعبير عن هذا الرأي، فهناك قيودٌ، منها احترام حقوق الآخرين وحماية الأمن القومي.
لذا، ينبع مسوغ قوانين خطاب الكراهية بكون الخطاب المُفعّم بالكراهية يتعارض وقيم التسامُح والعيش المُشترك التي تحتاجها الجماعات البشرية.
وكما هو معلومٌ ينص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على التالي: “تُحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العُنصرية أو الدينية التي تُشكِّل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف.”
ووفقاً للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العُنصري فيُعتبر “كل نشر للأفكار القائمة على التفرُّق العُنصري أو الكراهية العُنصرية، وكل تحريض على التمييز العُنصري وكل عمل من أعمال العُنف أو تحريض على هذه الأعمال يُرتكب ضد أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل اثني آخر، وكذلك كل مُساعدة للنشاطات العُنصرية، بما في ذلك تمويلها، يُعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون.
وكان الأستاذ محمد الحسن التعايشي عضو المجلس السيادي، قد تحدث عن مصطلح الجنجويد وإمكانية تقديم مَن يصف شخصاً بهذا المصلح لجرائم المعلوماتية، وبعد حديثه هذا تعرّض لخطاب كراهية مُنظّم من فئة اجتماعية محددة في جزء من جُغرافية شمال دارفور.
وبعد مشاركتي في الحلقة الأممية، اتّضح لنا أن التعايشي متقدم كثيراً ويعرف إلى أين تسير الأمور، وقارئ جيد لمآلات الأوضاع السياسية والأمنية بالبلاد، وإن خطابات الكراهية التي يبّثها ناشطو دارفور عبر الفيسبوك واللايفات سوف يُعاقب عليها بالقانون، وبالتالي مصطلحا تورابورا وجنجويد قريباً يصبحان جريمة أممية تُلاحقك في كل مكان بالعالم.
وقبل الحديث عن مُواجهة خطاب الكراهية، يجب الإشارة بشكل مُختصر إلى أضراره التي تُهدِّد النسيج الاجتماعي، وقد تقود في بعض الأحيان إلى اندلاع حربٍ أهليةٍ أو قبليةٍ وتُساهم في تقسيم المجتمع، كما تقود أيضًا إلى ترسيخ مُمارسات عُنصرية قد تصل إلى حَدِّ ارتكاب المذابح والحرب الأهلية، مثلما حدث في رواندا خلال تسعينيات القرن الماضي وفي ولاية غرب دارفور العام الجاري، حيث لعبت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في إذكاء تلك المذابح والتشجيع عليها، وهو أصبح مرضاً في بعض الأحيان في دارفور، يحتاج لعلاج لأنّه أصبح Behavior.
وحسناً، أصبحت البعثات الأممية تتطرّق لمثل هذه المواضيع المُهمّة، وتضعها في طاولة النقاش مع قادة الرأي العام.
والتحية للزميل محمد لطيف لجُهُوده المُتّصلة في تأهيل الصحفيين والإعلاميين، ونأمل في تضافُر الجُهُود الرسمية والشعبية لبناء سُودانٍ جديدٍ خَالٍ من الكراهية والتمييز.