محمد طه القدال:
كنت فخوراً بأن أهداني الراحل ديوانه الشعري الأول.. (غنوات لحليوه).. وهي عبارة عن أشعار كتبها في أزمان مختلفة ومتباينة من حيث تاريخ الكتابة والتطور الفكري في شعره وقدرته على التناول بمفردة قريبة لأي إنسان.. ومتعة ذلك الديوان تصبح أعلى حينما تسمعه وليس حينما تقرأه.. ولعل الراحل القدال تميز بالقدرة العالية في الإلقاء الشعري بطريقة مبهرة ومدهشة وغاية في الروعة والجمال..
نماذج أخلاقية:
كان أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وعثمان حسين، وحسن عطية نماذج أخلاقية قبل أن يكونوا فنانين لهم إرثهم الغنائي الكبير الذي أثر على معظم الأجيال التي أعقبتهم كوردي ومحمد الأمين وأبوعركي البخيت وغيرهم من الأفذاذ، نتوقف عندهم على سبيل المثال وليس الحصر.. وواقع الأمر والراهن يقول إن ذلك البناء الأخلاقي انهار وانحسرت القيمة المجتمعية للفنان.. وتهاوت الى الحضيض تلك الصورة الجميلة التي أسس لها الفنانون الأوائل..
أسرار بابكر:
كانت أسرار بابكر بمثابة دفقة ضوء في نفق الغناء المعتم.. شكلت حضوراً بديعاً رغم قصر فترة تواجدها في الوسط الفني والغنائي تحديداً.. ولعل انسحاب أسرار بابكر جعلنا نتحسر كثيراً على فقدان فنانة فرضت وجدها وأصبحت (مدرسة أدائية).. وذلك بفضل قدراتها الصوتية الفذة والخارقة والتي صقلتها بالعلم من خلال كلية الموسيقى.. وهي نموذج باذخ لإشتراكية (الموهبة والعلم) فكان الناتج فنانة بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى.
محمد الأمين:
الاهتمام بالجانب التعبيري عند محمد الأمين يتضح في كل ثنايا مؤلفاته الموسيقية.. فهو دائماً يسعى للسيطرة على النص ليس من خلال تحجيم محتوياته الشعورية والفكرية ولكن من خلال التناسق في التعبيرية مع الموسيقى، وهذا ما يمنح العمل الموسيقي قوة تمشي في ذات اتجاهات النص الشعري.. لذلك ظل محمد الأمين هو الأكثر قدرة على التعبير عن مشاعره من خلال المؤلف الموسيقي ويعبر عن ذلك ببلاغة متناهية وتخطيط داخلي عميق.