الساعة كانت الحادية عشرة من صباح السبت الثامن من فبراير والمكان مقر أمانة شرق النيل للاتحاد الاشتراكي والحدث اجتماع كبير دعت له لجنة التنظيم التابعة للجنة المركزية لاتحاد شباب السودان والموضوع مناقشة تكوين فروع لاتحاد شباب السودان في مواقع العمل والحضور كان فوق الخمسمائة شاب جاءوا يمثلون خمسين موقع عمل في منطقة شرق النيل والأمل معقود والعمل متواصل في أن تشهد منطقة غرب النيل وما بين النيلين مثلما شهدت منطقة شرق النيل.. فغد السودان يشرق من مواقع العمل.. والذي دار في اللقاء هو مكان الحديث والوقفة:
هذه كليمات موجهة للشباب من الجنسين ما أردت إلا أن تكون انطباعية عابرة تنتهي الوقفة عندها بالانتهاء من قراءتها.. ولكن أريد لها أن تكون بداية حوار للأصدقاء والمناضلين الذين يضحون ويقدرون معنى أن يكون الشباب منظماً.. ومعنى أن ينظم الشباب في مجال العمل.
الحديث الذي جاء به أمين التنظيم بمنطقة شرق النيل والحديث الذي جاء به الأمين العام لاتحاد شباب السودان كان طرحاً صادقاً ومخلصاً وأكبر من أن يكون عابراً أو استهلالاً لاجتماع تنظيمي عادي.. فقد تلخص في عمق وبساطة في حاجتنا الملحة الى أن نسمع نبض الشباب ورؤاه حول مستقبل تنظيمه وأفكاره لدفع العمل النضالي من أجل مستقبل.. هو مستقبل الشباب وهو مستقبل السودان الشاب..
والأعظم أن الذي نوقش كان مجمل المسائل المتعلقة بالعمل التنظيمي والتثقيفي والرياضي لوحدات اتحاد شباب السودان في مجالات العمل.. وكانت أفكار خصبة تتسم بالحيوية والفعالية والتصميم والتفاؤل.. وتلك في مجموعها زادت أملي في إعادة الحيوية لتنظيم اتحاد شباب السودان.. فعندي قناعة مطلقة بأن التصحيح والتطور عندما يأتي من المصنع والمعمل والمكتب والمدرسة والشارع والقرية والحي هو معيار سلامة الثورة وصحة منطلقها ورسوخ مستقبلها وتبين لي من الحوار ان هناك بعض القضايا الأساسية في حياة الشباب تحتاج الى الحوار بيننا جميعاً بشكل أساسي وعاجل ومستعجل.
أقول للاخوة والاخوات شباب مواقع الانتاج مع ما جاء في اجتماعكم شيء كبير وعظيم.. كبير بحجم آمالنا فيكم.. وعظيم عظمة العمل,.. وعظمة الانسان العامل.. بقى أن تكونوا بعظمة ما تقومون به.
فقضية استمرار الثورة من المسائل الأساسية الى شد اهتمام كل القوى الاجتماعية التي من مصلحتها الحقيقية اضطراد عمليات التغيير الثوري في كل الجبهات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. ولا أكون مغالية ان قلت لكم ان استمرار الثورة يرتبط ارتباطاً عضوياً ومباشراً بقضية تنظيم الشباب وقوة فعاليته..
ان التنظيم الثوري للشباب الذي نسعى لاقامته هو بصراحة شديدة وبلا أي تردد الوعاء الثوري الفعال لشباب قوى التحالف وفي طليعتهم الشباب العامل.. والشباب الزارع.. وشباب المدارس والمعاهد والجامعات بالاضافة للشباب في الأحياء والقرى والمدن.. نريد لاتحاد شباب السودان أن يكن تنظيماً ثورياً وان يكون أداة نضال فعال لدى الشباب من أجل القضاء على كل أشكال الاستغلال المادي والمعنوي ومن أجل تحقيق الاشتراكية.. ونريد أيضاً من اتحاد شباب السودان ألا يفتح أبوابه لكل من يريد التسكع أو الجلوس أو الراحة داخله.. وانما نريد له أن يكون بوتقة صاهرة لكل ماهو عظيم ومفيد في حياة هذا الشعب النضالية نريد له ان يكون معلماً لفكر الثورة السياسي ومغذياً للاتحاد الاشتراكي بالكوادر النضالية الصامدة,.. نريد له ان يكون كيفاً فعالاً وخلاقاً لا كماً أجوفاً ثرثاراً..
واذا كان النضال من أجل استمرار الثورة الاشتراكية يعني استمرار التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحقيق التقدم يكون اصرارنا أكثر على اضطراد التنمية الاقتصادية.. وهذا هو الذي يحتم علينا الاهتمام بالهدف العزيز الذي ناضل من أجله الشعب السوداني وناضلت من أجله وما تزال ثورة مايو الاشتراكية.. وظل معزوفة رخيمة النغم يريد العزف عليها المناضل نميري في كل مناسبة ويعمل لها بكل ما أوتي من قوة وعزم واصرار.. هدفنا العزيز يحتم علينا ان نضاعف الانتاج وبالتالي علينا أن ننظم قواه العاملة في الاتحاد الاشتراكي السوداني وأن نولي الاهتمام الأكبر بالشباب لأن الشباب هو نصف الحاضر الذي لابد أن يكون فاعلاً ومؤثراً.. وهو الغد المشرق بقدر فعالية اليوم.. ومن هنا كانت درجة ارتياحي عالية وأنا أستمع الى الشباب وهم يتحدثون عن أهمية تنظيمهم داخل مواقع العمل.. بحماس واع واصرار ناضج.. وهذا ليس تقليلاً لقيمة التنظيم في مجال السكن ففي السكن الحياة والتفاعل مع الناس والمشاركة الوجدانية والمجاملات والحياة بكل ما فيها من مبهج ومحزن.. ومكان العمل هو مكان صنع الحياة نفسها مكان الخلق لقيمة الانسان.. والانسان كان في الوجود ليصنع الآلة ويسود عليها وليبقى هو الأول على الدوام.. فهو رأس مال لا يقدر بثمن.. وانما الذي يصنع الاشتراكية قبل ان تصنعه.
ولذا أملنا الحقيقي والأوحد في استمرار ثورة مايو بطهارتها يوم ان تفجرت.. وبعزمها واصرارها يوم ان تخطت كل عقبات الطريق.. وبعظمها في ثباتها وتصميمها على بلوغ الهدف مهما كان ومهما كلف وأملنا يتأكد حيث يكون هناك وفي كل يوم جيل جديد.. سلاحه الفكر والايمان واستعداده لتحمل أمانة القيادة لا تحده حدود.. جيل يحمل الثورة في عقله ووجدانه ليواصل تقدمها بوعي اكثر وهذه الأجيال هي ما نريد لاتحاد شباب السودان من عضوية..
ومن الضروري والمهم أن نشير الى ان اكساب الفاعلية لاتحاد شباب السودان لا تلغي ايجابيات مراحله السابقة ولا تقلل من ايمان قادته واعضائه.. ولكن في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ نضالنا السياسي والتي تنبع دقتها من ان هناك بون شاسع بين ما حققنا وبين ما نهدف لتحقيقه من اجل بناء السودان الجديد ومن اجل تحرير الانسان السوداني ومن اجل اقامة مجتمع تسوده المودة ويغمره الانتاج ويحكمه العدل. وذلك يفرض على الشباب وحدته داخل التنظيم ليكون بمنأى عن البعثرة والتشتت.
وهذه قضية تطرح نفسها بشدة والحاح ولا يكون التغلب عليها إلا بخلق الارادة التثقيفية وتأكيد أهميتها البالغة للعضو في ضوء الظروف الحالية التي يمر بها التنظيم أشير الى التحليلات الهامشية والموغلة في الذاتية حول خلق حساسيات بين وحدات العمل التجربة التي يجب أن تكون رائدة وبين وحدات السكن التي يجب أن تكون قائدة وفاعلة.. وعلاج ذلك يكون بطرح عمل اتحاد شباب السودان برغم تواضعه ضمن ما يناقش على أي مستوى تنظيمي بالحرارة والرؤية النابعة من واقع الشباب في الأحياء والقرى والمدن والمديريات فالبرامج النابعة من واقع المجموعات هي وحدها الممكنة التنفيذ والمؤكدة الفائدة.
هذه مجموعة خواطر سيطرت على تفكيري وأنا أغادر اجتماعكم العظيم,.. وأقول بصراحة لكل الوجوه الشابة التي حضرت الاجتماع بالرغم من ان الذي حدث ليس غريبً في حياة شعبنا ولا حياة ثورتنا ولكن لم أجد نفسي تغمرها مشاعر أمل مثلما كان في ذلك اليوم.. ولا من حل من أن أقول أنكم تمثلون صورة الانسان الجديد المتقد بالثورة والمتوهج بالعمل والمخلص لفكره والمؤمن بعدالة قضيته.. في التحول الاجتماعي والبناء الاشتراكي الخلاق والوحدة الوطنية الشاملة ذات المحتوى التقدمي.. شكراً لدفعة الأمل التي كانت في جمعكم والتحيات لكل الشباب في مواقع العمل وفي أي موقع كانوةا فان ربيعكم قادم لا محالة.
- وجهة نظر
الشعر كلمة السر
الذين حولي يناقشون معي دائماً اهتمامي بالشعر أكثر من أي نوع آخر من أنواع الفنون وفي الغالب قد يتضايقون من فرض اهتمامي هذا عليم.
فما تقع على عيني قصيدة تهز مشاعري إلا وكانت لدى صادق الرغبة في أن أنقل بهجتي لأكبر عدد حول.. أنا أؤمن بان الشعر هو فن الفنون.. وهو صراحة القلب العاري من الاقنعة.. والنفس العارية من الزيف فن الفنون لانه حاضر نم كل لون من الوان الابداع ولأنه غير قابل للتفسير.. شأنه شأن كل جميل..
هناك حكاية تقول بأن أحد الملوك طلب من شاعره أن يصف له الشعر فطلب الشاعر مهلة يوم ولما انتهى اليوم طلب من الملك يومين آخرين الى ان بلغت اسبوعاً بعدها تعجب الملك وسأل الشاعر عن وجه الصعوبة في هذا الأمر وكانت اجابة الشاعر بأنه كلما فكر في هذا الأمر زادت كثافة الغموض.
وللشاعر حق في الحيرة.. ونحن من بعده أكثر منه حيرة.. بل كل جيل من عمر الانسانية يزداد حيرة واجلالاً لهذا الفن.. ونريد لحيرتنا الاستمرار.. فلا يهم أبداً ان تعرف ماهو الشعر ويكفينا أنه كلمة السر.. من استطاع استخدامها بالصورة المناسبة وفي الوقت المعقول يستطيع أن يبلغ مدى بعيداً في نفوس الناس..
فالانسان وحده دون المخلوقات جميعها وهب نزعة تذوق الجميل والتعبير عن هذا الجميل.. والفنون بكل أنواعها وعلى رأسها الشعر هي المعابر التي نسلكها لكي نصل الآخرين.
وأنا مع أجدادي شعراء بوادي الحجاز الذين كانوا يعلقون على جدران الكعبة قصائدهم ويعبدون الشعر مثلما يعبدون اللاه والعزى..
ومع صلاح عبدالصبور عندما قال جل جلالها الكلمة.. ومع أحمد عبدالمعطي حجازي عندما قال الكلمة حمل وأمانة والقابض في هذا العصر على كلمته كالممسك بالجمرة.. والكلمة تفتح أبواب السماء.. والزمان الذي أكون فيه مع دواوين الشعر أجمل من كل زمان.. الشعر ملاذي يبهجني ويحزنني.. يحييني ويقتلني.. وأقول للذين يفصلون بين السياسة والأدب وبين السياسة والشعر بالذات ان الانسان المناضل والانسان العالم لا يمكن أن يكون بلا الانسان الشاعر.. فالشعر لا ينتهي إلا اذا انتهت الحياة نفسها.
يكفي فقط أن تعيش مع الشعر لتتفاعل مع الحياة بزهرها وعبيرها وأريجها.. في دنيا الشعر الحياة تبكي ضيوفها التقيد المقيم الحزن الذي تتعايش معه ولا تستطيع أن تطرده.. تثري السياسة والأدب.. الفرح والحزن.. باختصار شديد ان الشعر افراز جمالي.. انه تاريخ الكون وقد مرت ملايين السنوات ولم يغير الانسان علاقته بالشعر ولا بالشعراء.
دعوتي صادقة للكل بأن يغوصوا في عالم الشعراء ليروا كم انني محقة في سكوني في هذا العالم.. هذا قدري وأنا لا أضيق به وأتمنى أن يكون قدر الكل على رأسهم أصدقائي.. أعيش متعة الشعر ولا أدخل متاهات المناقشات الجارية حول الشعر مقفى أو مرسل وان كان البلاغيون حين أرادوا دراسة شعرنا اهتموا بالاطار أكثر من اهتمامهم بالموضوع.. ولم يقولوا ان الشعر أداة راقية للتعبير عن الحياة وانما قالوا انه الكلام المقفى الموزون. فهذا رأيهم فالذي يفسد عالم التعبير الجميل الوقوف الهامشي والمتعصب للغة..
أكرر دعوتي للكل لقراءة الشعر فهو أكثر الفنون التصاقاً بالانسان.. يقول حجازي:
اخضرت من قبل الظلمة
واضاءت أرواح الشعراء
كلمة
زرعتها شفتي ذات مساء
أحببت العالم ذات مساء
منوق الأضواء
- من التراث:
الرجل الحكيم
من سلسلة دراسات في التراث السوداني ومن التراث الشعبي لقبيلة الحمران الذي جمعه واعده الطيب محمد الطيب بشعبة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم اليكم هذه الأحجية..
قالوا في راجل عندو مرتين.. واحدة ابوها فارس وواحدة ابوها اجواد.. وقام الرجل ده عشقلو مرة جميلة وهي عشقتو والمرة عندها راجل اتفقت مع صاحبها دا اذا كان راجلاً في تخت تمرتين في الطاقة.. وكان مافي تخت تمرة واحدة.. مرة واحدة كان راجلا موجود ختت تمرتين في الطاقة جات فارة شالت واحدة.. توف جاء داخل البيت تبين السرير لقى الراجل راقد مع مرتو.. الراجل قبض ايد الزول ده جبد في ايدو عندو خاتم جوهر اتخلص من يد الراجل سيد البيت.. وهو طرز من البيت ومرق مكسوف ومغلوب في الحكاية الحصلت عليه.. راح طوالي لي مرتو الأبوها اجواد نورا قال ليها.. يابت انا عملت كيت وكيت يعني دايرك تحدثي ابوك يحل المشكلة دي.. قامت زعلت منو وكوركت فيهو انت تغبا يا المايل نحن اتنين نسوان تمشي تكوس وتكابس خلاها تهرج مشى لي بت الفارس كلمها قالتلو ارقد دي هينة عند ابوي.. الصباح مشت كلمت ابوها شد جوادو وجاء للراجل الهو نسيبو قال شد جوادك ومشوا.. ورسل لي الزول سيد البيت العندو الخاتم قال ليهو انا ونسيبي متوجهين عليك عندنا غلط شديد ونحن ماشين عليك ترجانا مستعد عشان تحل لينا المشكلة بتاعتنا.. الراجل ما عارف الحكاية لكن جمع الناس وعمل الضبايح ولمة كبيرة.. والراجل ونسيبو وصلو نزلوهم واكرموهم اها قالهم احكو قصتكم..
نضم الرجل الكبير قال.. انا ونسيبي بيناتنا شراط قال علي الطلاق الا اخت ايدي فوق فلان ود فلان يعني انت وهو راقد من بطن بيتو وانا كمان حلفت قلت الدابية اللبوة الوالدة في المحل الفلاني في الغابة الفلانية الا اجيب جناها.. دي قصتنا دحين دايرين تورينا افرس انا واللا هو..
الراجل قال والله الاتنين فارسين لكن البيدخل بيت الرجال مو ساهل.. الراجل الكبير قالو.. عندنا خاتم قالو هاك اتفضل خاتمكم وانتهت القصة بهذه الحكمة..
مربع شعر
قال يوسف الشامي شاعر حمر الشعبي:
أنا الغني والنميم ما عندي فوقو وسيلة
واتعلمتها من خرق البهيم وبتيلة
يا جدي البزوره الخطوة تبقى عديلة
نلقى أم قوده فوق عافية وخليقة جميلة
من أمثالنا
البرقص ما بغطي دقنو