صلاح الدين عووضة يكتب.. هناي !!
وما معناها؟..
لا معنى لها؛ مجرد هناية ترمز لأي هناي… أو هناية… أو هنايين… أو هنايات..
محض لفظة تميز السوداني عن غيره..
فقط هناية منطوقة؛ يمكن أن تُضاف إلى مواصفاته الشعبوية المعروفة..
وهي مواصفات تميز السودانيين جميعاً منذ الاستقلال..
وتجدها في هويَّاتهم الشخصية… الثبوتية..
فكلٌّ منهم أسمر اللون… أسود الشعر… عسلي العينين… طوله 6 أقدام و5 بوصات..
ويمكن أن نميزه أكثر فنضيف: ويقول هناي..
فما من شعب ناطق بلغة الضاد – أو محسوب على العرب – يقول هناي سوانا..
والغريب أنها قد تجمع؛ تذكيراً… أو تأنيثاً..
ففي مؤتمر سياسي – زمان – تجمَّعنا أنا وبعض زملائي الكفار في مكان واحد..
فهكذا كانوا يصنفوننا سياسياً؛ في مقابلهم هم أهل الجنة..
تجمعنا في مقاعد خلفية؛ فإذا بأحدهم يجمع كل هناي منا في صيغة جمع مضحكة..
والسبب هناية كان يحملها آخر… ولا يدري أين يضعها..
فقد سأل المشرف على تنسيق أمور المؤتمر الصحفي: أين أضع البتاعة دي؟..
وكانت مزهرية طلعها كأنه رؤوس الشياطين..
أو كأنها رؤوس بعض من تحدثوا في ذلكم المؤتمر؛ من حيث أفكارهم الشيطانية..
أو حتى أفعالهم التي لا تقل شيطنة..
فصاح فيه المشرف بنفاد صبر: يا أخي ضعها بجوار الهنايين ديل وخلاص..
ولم يكن الهنايين هؤلاء إلا نحن..
هكذا كنا في نظرهم أمس؛ وهكذا هم في نظرنا اليوم… فالهناي دوَّار..
وما ليك أمان يا ذا الهناي..
المهم لاحظت أن كلمة هناي هذه كثرت بشدة الآن… كثرت بشكل غير عادي..
فما من أحدٍ يقول لك جملةً مفيدة بسهولة..
تماماً كحال يونس شلبي – الذي لم يكن يجمِّع – في مسرحية (مدرسة المشاغبين)..
والآن يصعب على أي أحد أن يجمِّع..
وشخصياً بت أعاني في محاولة فهم حديث من يخاطبني جراء الهناي..
فالمعنى في جوف القائل..
وهو يفترض – توهماً – أن فطنتك تخترق جوفه هذا لتفهم هنايه الذي يعنيه..
فما بين كل لفظة هناي وأخرى هنايين كثر..
وبسبب تفشي هذه الظاهرة الهنايوية جاءت كلمتنا اليوم..
وقصدت من ورائها أن ألفت إليها أنظار من يهمهم الأمر بحسبانها عرضاً لشيء..
وغالب ظني أن الشيء هذا سياسي أفرز جوانب سلبية..
بكل ما في السياسة من معنى؛ اقتصادي… معيشي… ثقافي… وحتى رياضي..
فالرياضة قد تكون جزءاً من اهتمامات الحاكمين..
فالإنقاذ – على سبيل المثال – اهتمت بالرياضة فسيَّستها؛ وعاثت فيها تمكينا..
والآن حكامنا هؤلاء (عاسوا) فيها تأنيثاً..
ولا بأس بالتأنيث هذا؛ شريطة ألا يكون خبط عشواء فقط ليُقال عنهم تقدميون..
فجاءوا بهناية… وهناية… وهناية؛ ليلعبن كرة قدم..
وسموا منتخب الهنايات هؤلاء فريق الكنداكات؛ ودفعوا بهن إلى مصر..
فلتلاعبن باسم بلادنا هناك… وتكنكدن..
فكانت أولى نتائجهن – ضد هنايات مصر – 10 مقابل صفر..
وهي – في تشابهٍ عجيب – نتيجة أدائنا السياسي ذاته في مواجهة التحديات..
ونتيجة مواجهة كل فرد من الشعب للصعوبات..
فغالب أبناء شعبنا الآن مهزومون – أمام مصاعب راهننا الحياتي – 10 صفر..
فصرنا شعباً من: المكندكين… والمكندكات..
والقاسم المشترك (الأعجم) بين مكوناته كافة لفظة واحدة لا محل لها من الإعراب:
هنـــاي !!.