إبراهيم ود الخليل
لا يستطيع قلم أن يصف تلك المعاناة التي يعيشها أهالي قرية الفريش والقرى المجاورة لها والتي يتجاوز عددها الـ 10 قرى تقع تلك القرى بين نهر الدندر موسمي الجريان وخور العقليين أحد روافد نهر الدندر، حيث يحاصر النهر والخور تلك القرى في شبه جزيرة ويحول دونها ومدينة الدندر التي تبعد أكثر من ساعتين بالسيارة في موسم الصيف، وفي موسم الأمطار تتوقف كل وسائل المواصلات، وتصبح التركترات هي وسيلة المواصلات الوحيدة بالمنطقة، وقد تصل إلى مدينة الدندر عبر التركترات في يومين أحياناً بسبب الطين والوحل.
تخيل معي أيها القارئ الكريم حال سكان تلك المناطق وهم يتكبدون المشاق للوصول إلى مدينة الدندر لتوفير متطلبات حياتهم الضرورية.
وكيف حال الحالات الحرجة من المرضى والمصابين الذين هم في أشد الحاجة للإسعاف، وكيف حال النساء الحوامل وحالات الوضوع المتعسر ولا سبيل لهن غير الوصول الى الدندر وقد تصل في يومين بكل أمانة، مآسٍ يعجز اللسان عن ذكرها.
أنشأت حكومة النظام القابر في قرية الفريش هذا الكوبري التقليدي بالمواسير وبطول أقل من 100 متر على الخور الذي يبلغ عرضه أكثر من 250 مترا ولم يستطع الكوبري أن يصمد لموسم واحد، ودوماً تجرفه مياه الخور في موسم الخريف ويعزل أهالي تلك القرى عن مدينة الدندر تماماً لدرجة أنهم يستخدمون وسائل تقليدية مثل جذوع الشجر وأحواض المياه لعبور الخور، وحكومة المحلية وحكومة ولاية سنار في صمت مريب بالرغم من النداءات المتكررة من أهالي المنطقة.
وللأسف بعد سقوط النظام البائد استبشر أهالي المنطقة خيراً بقدوم حكومة الثورة ظناً منهم أنها سوف تنهي معاناتهم بإنشاء كوبري مسلح لإخراجهم من تلك العزلة ولكن لا حياة لمن تنادي..
رسالة لك يا والي سنار أن مواطني تلك المنطقة في انتظار إنهاء معاناتهم بإيجاد حلول جذرية لهذا الخور.