ما يثير الحزن والتقزز…
مشهد مواطن أفغاني متشبث بجناح الطائرة هارب من وطنه…
مثير للدهشة والشماتة سقوط الجيش
الأفغاني كقطع الدومينو…
300 ألف جندي مدرب ومدجج بأفضل الأسلحة…
بإسناد جوي واستشارات فنية وبدعم تقني أمريكي…
هزمتهم طالبان بجيش لا يتعدى (75) ألف جندي…
برغم افتقادها لكل ما تميز به الجيش الأفغاني (العميل)…
الفرق بينهم الإيمان بالله والقضية ثم
الإرادة والباعث الدافع…
الانهيار مذل ومخزٍ لكل مأجور…
لم تقاتل أمريكا في المعارك بل دفعت
بهم للأتون…
ما فعلته أمريكا بالنص قبلا…
أجرت تدريبات بقرية أفغانية وهمية…
ضد عدوِّها المتوهم…
من قادوا المعركة واصطلوا بمحرقتها (عملاءها)…
ثم انسحبت وتركتهم نهباً للموت…
ما لم تستطع أمريكا فعله هو نفخ الروح فيهم…
فشلت بإحداث التغيير وإعادة تشكيل
المجتمع الأفغاني…
تعامت عن مضاء عزيمته وقوة إيمانه
وعدالة قضيته…
صدقت بوسعها طمس هويته وسلب
إرادته وإطفاء جذوة إيمانه…
عشرون عاماً تنثر المال بسفه وتعيث
فسادا.. تغدق على السفلة بسخاء…
لصناعة جيش يحمي مصالحها…
بفهم شراء وطن سوقه الخونة بثمن
بخس…
بذريعة حمايتها من إرهاب متوقع…
بمنطق لا يستند على أخلاق ويتكئ على غبن فاحش…
وبعزم واه وقلب واجف وفكر مشتت
فما ربح البيع فالأمر جد…
من السذاجة تصديق أن أمريكا لا تقهر وبإمكانها شراء ذمم الأتقياء الأنقياء…
غباء.. الترويج بأنها نأت بنفسها طوعاً فقد خرجت مكرهة…
فلن تحكم بشروطها للأبد ولن يستمر حكم عملائها للأبد…
لا يُعقل أن تفرض هوية مُخالفة لهوية الشعوب…
بأوهام الديمقراطية وحماية الحريات
وريادة العالم…
من صدق أنها السند واهمٌ…
وأنها وفية وصادقة مخطئ التقدير…
ما دار في فيتنام خير برهان…
فعندما أحمرت الحدق ولّت الدبر…
تنكّرت لعملائها فما نفعت جوازاتهم الأجنبية…
فلا ينفع التشبث بجناح الطائرة…
لا يجدي الهروب بذريعة حقن الدماء..
الهاربون… باعوا الوطن والقيم…
من رفعوا الشعارات نفاقاً وضلالاً…
من يتولّون دائماً يوم الزحف…
مصالحهم وذواتهم تشغلهم فلا يهمهم
وطن مهيض الجناح…
طالبان حدّدت هويتها وطريقها…
قالت على العالم أن يحترم خياراتها…
قوانينها ليست مجلوبة بقافلة رق…
أنزلها الله من السماوات العلى ديناً قيِّماً هو الإسلام.. دين السلام… هو طريق الفلاح والخلاص إذا ما أتقنوا تَطبيقه فعلاً وقولاً…