تقرير- مريم أبشر
اتهامات كثيفة متبادلة سارت بها الأسافير بين السفارة السودانية بالدوحة القطرية ومجموعة مجهولة المصدر قالت البعثة الدبلوماسية إنها تتبع لفلول النظام البائد وفقاً لبيان صادر عنها.. وتعود الرواية إلى أن وزارة الداخلية القطرية بالتنسيق بينها والسفارة والجهات ذات الصلة بالسودان قدمت خمس منح دراسية لطلاب الشهادة السودانية تخصص لأبناء الجالية السودانية في قطر أعلن عنها رئيس البعثة في حسابه الشخصي على تطبيق “فيسبوك” لأبناء الجالية للالتحاق بها لمن يحالفهم الحظ بنيل المنحة، غير أن منشوراً صدر قالت البعثة إنه مجهول المصدر حمل عنوان (فضائح سفير السودان بالدوحة تتوالى)، أشار لوقوع سفير السودان بالدوحة عبد الرحيم الصديق في الفخ إثر أعلانه لمنح دارسية استقى معلوماتها من بعض كوادر قوى الحرية والتغيير تسببت في أزمة دبلوماسية بين الخرطوم والدوحة واسترجع المنشور خطاب السفير للخارجية القطري إبان زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان واتهم المنشور كذلك السفير بتجاوزات مالية وإدارية بالسفارة فضلًا اتهامه بتعطيل وصول فريق من وزارة الداخلية لتوفيق أوضاعهم ..
هجمة دفاعية
على إثر تداول الأسافير للمنشور، سارعت البعثة الدبلوماسية بالدوحة عبر بيان رسمي لنفي ما شمله من معلومات بشأن المنح الدراسية التي قدمتها الدوحة لعدد من طلاب الجالية المقيمين فيها واصفاً ما ورد حول رئيس البعثة بالأكاذيب وأكدت البعثة أنها تعمل بتناغم فيما بينها والمؤسسات في حكومة الفترة الانتقالية، نافية أي تدهور في العلاقات مع الدوحة، واتهمت فلول النظام البائد بتزييف الحقائق، وأبانت في بيانها أن علاقات البعثة مع كل أطياف الجالية جيدة وأهابت بأبناء الجالية بعدم الالتفات للشائعات وتوعدت بكشف من أثاروا الشائعة وفضحهم .
استهداف
مصدر دبلوماسي لم يستبعد شبهة استهداف السفير الصديق وقال لـ(الصيحة)، إن صديق كان ضمن مجموعة من السفراء متهمة بأنها وراء فصل المجموعة الأولى من مفصولى التمكين، ومن غير المستبعد تبعًا لذلك أن يكون مستهدفاً من قبل بتصيد الأخطاء، وقال المصدر خلال حديثه “في ناس خاتنو في راسهم”، وامتدحت مصادر أخرى من الخارجية مفضلة الحديث دون اسم، أداء السفير الصديق ووصفته بأنه شخص ملتزم بمهنيته، ولا يعرف عنه انتماء لأي جهة وعمل بعدة بعثات بالخارج من بينها سفارة السودان في جاكارتا خلال سنوات عمله بوزارة الخارجية.
لا قيمة له
“المعلومات التي استند عليها المنشور الذي تحدث عن الأزمة التي خلقها سفير السودان بالدوحة للسودان مجهول المصدر وبالتالى لا قيمة” تلك كانت رؤية السفير والخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة الذي لفت في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن أي حديث يستمد قوته وصدقه من تبني كاتبه لما يكتب، ويضيف بقوله: يجب أن لا تعير الجهات بالسفارة أي اهتمام للمعلومات مجهولة المصدر، وقال إن السفير مسئول عن تنفيذ سياسة بلاده ولا يستقيم أن يقوم بأي عمل دون التنسيق مع حكومة بلاده، لافتاً إلى أن الدبلوماسيين عمومًا يعظمون من سياسيات بلادهم وليست لهم مصالح بمعارضتها، إلا إذا عزم على مغادرة بلاده، لكنه نبه إلى ان أي بعثة في البلد المستضيف لا تخلو من جبهة معارضة للحكومة التي يمثلها أياً كانت تلك الحكومة، وأشار إلى أن سفارة السودان في الدوحة سواء كانت تضم عناصر من النظام البائد أم لا إلا أنها تقوم بعمل جيد باعتبار أن العلاقات بين البلدين الآن تمضي في تحسن مستمر وأن علاقة الدوحة تتحسن مع حكومة الثورة، وهنالك زيارات متبادلة بين البلدين على مستوى عالٍ، بل إن الدوحة ترغب في أن تعود لتكملة دورها ونشاطها في دارفور وهو دور لعبت فيه جهدا مقدراً في سبيل تسوية الخلاف في الإقليم وتقديم المساعدة في المجال الإنساني بصفة خاصة.
سفير للعامة
مصدر رفيع بوزارة الخارجية رأى في حديثه لـ(الصيحة) أن السفير ينبغي أن يكون سفيراً لجميع السودانيين في الدولة المستضيفة سواء كانوا مع أو ضد نظام الحكم القائم أياً كان، وأضاف: ليس من مصلحة السفير أو مصلحة البلد خلق عداوات واستهجن الاستهداف والانقسامات التي تحدث أحياناً داخل السفارة بسبب الانتماء، ولفت إلى أن المعيار يجب أن يكون الالتزام بتقديم الخدمة بتجرد ومهنية وينبغى على من يرأس البعثات أن يكونوا على مسافة واحدة من الذين يعملون معه طالما التزموا بالمهنية، وأن يتجنب خلق العداوات.
ثغرات
بقايا النظام أينما وجدوا يستهدفون الدولة والثورة هم يمثلون الدولة العميقة والثورة المضادة غير أنهم لا يتحركون إلا بوجود ثغرات ينفذون عبرها كما يرى بذلك البروفسير عبده مختار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعات ويشير فى حديثه لـ(الصيحة) إلى أن السفير ربما بدرت منه مخالفات مهنية ثغرات استغلها الأعداء ضده، وقال إن على الدولة أن تأخذ فى الاعتبار أهمية الدوحة وحيويتها ودورها العالمي، لافتاً إلى أن الدوحة أصبح لها وضع خاص عالمياً من ناحية إعلامية فضلاً دورها في إقامة مؤتمرات عالمية آخرها محادثات أفغانستان، علاوة على اختيارها لتنظيم كأس العالم العام المقبل، ويرى أنه على الحكومة أن تحسن اختيار السفير ويجب أن يكون من الدرجة الأولى ومن الكفاءات الدبلوماسية المشهود لها للدفع به لهذه الدولة المهمة حتى لا يعطي مجالاً لثغرات الدولة العميقة .