الجيش السوداني من أعظم الجيوش في العالم من حيث التدريب والتأهيل والتسليح والقدرات القتالية في شتى أنواع المعارك وفي مختلف الظروف الطبيعية القاسية ويظهر ذلك جلياً في الأداء الجيد والتخطيط السليم في تقييم المواقف القتالية وقيادة المعارك الحربية التي خاضها الجيش داخل وخارج السودان.
استطاع الجيش السوداني بحكمته وخبرته ووطنيته الخاصة أن يتجاوز الحملات العدائية السافرة من قبل خصومه بالداخل والذين حشدوا كل إمكانياتهم المادية والمعنوية من أجل التقليل من شأنه وإحباط معنوياته وإصابته في مقتل والتشكيك في ولائه وقدراته في القيام بدوره ولكن كان الرد حاسماً وسريعاً وبيان بالعمل وذلك من خلال انتصاره المدوي باستعادة أراضي منطقة الفشقة على الشريط الحدودي مع دولة أثيوبيا والتي ظلت ترزح تحت الاحتلال الأثيوبي قرابة 25عاماً.
الجيش السوداني وفي لأصدقائه وأحبابه ومن يقدرون ويحترمون دوره ومكانته وفي نفس الوقت شرس وعنيف في التعامل مع خصومه وأعدائه وسيظل كذلك عصياً ورقماً يصعب تجاوزه سلماً وحرباً وذلك بشهادة من نازلوه وخاضوا أشرس المعارك في مواجهته.
زيارة واحدة لخنادق ودفاعات الجيش السوداني على الشريط الحدودي بشرق البلاد كفيلة بتغيير كافة الموازين التقييمية السالبة ورد شافٍ وعملي على الشعار المحبط والمدمر الذي ظل يردده بعض من الناس (معليش ما عندنا جيش).
لا شك أن سلاح الإعلام أصبح من أخطر الأسلحة الفتاكة وتجاوز تأثيره الأسلحة النارية وأصبح الفصيل المتقدم في إدارة كل المعارك القتالية والعامل الحاسم في تغليب كفة الانتصار وكل الجيوش المعتقة تعلم وتعي دور الإعلام فلذلك حشدت كل إمكانياتها المالية واللوجستية من أجل تطوير العلاقة والشراكة مع الإعلام.
الإعلام العسكري السوداني وعى الدرس تماماً وأصبحت قناعته الراسخة بالانفتاح ولو بالقدر المعقول الذي تحتمه الظروف الحالية على الإعلام وقطعاً هذا النهج لا بد منه في هذا التوقيت تحديداً والكل يعلم ما تعرض له الجيش السوداني في الفتره الماضية من تشويه صورته وإظهاره أمام الرأي العام المحلي والدولي بأنه القاتل والمغتصب وغيرها من الصفات الذميمة التي لا تليق بمكانته وعظمة فعله في حماية الوطن من الأعداء.
المواطنون السودانيون القاطنون على الشريط الحدودي مع دولة أثيوبيا ظلوا يتعرضون إلى أبشع صور التقتيل والنهب والتعذيب على أيادي المليشيات الأثيوبية المسلحة وعقب سيطرة القوات المسلحة السودانية على زمام الأمور وتحرير الشريط الحدودي بالكامل أعادت الأمل والبسمة في شفاه المواطنين، وتأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك بأن الجيش السوداني قادر على إعادة الأمور إلى نصابها وحماية المواطنين والمزارعين السودانيين.
انطلاقة مشاريع التنمية على الشريط الحدودي مع دولة إثيوبيا من أجل إعادة توطين المواطنين لممارسة حياتهم العادية كان من أولى أولويات الحكومة الانتقالية وكان ذلك من خلال إنشاء جسرين على نهر العطبراوي في منطقتي ودكولي وود عروض بمنطقة الفشقة الصغرى والكبرى وقطعاً هذا الإنجاز كان بمثابة الخطوة الأولى في إعادة البناء والتعمير وبداية الغيث قطرة.
مساهمة شركات القطاع الخاص بقيادة شركة زادنا العالمية للاستثمار والتي بلغت مساهمتها في إنشاء جسري ودكولي وود عروض حوالي الترليون جنيه كبداية أولية لإعادة النازحين إلى قراهم وممارسة الزراعة يفتح شهية باقي الشركات أن تحذو حذو شركة زادنا العالمية للاستثمار بقيادة اللواء ركن عبد المحمود حماد حسين وتقديراً لهذا الجهد الكبير كان لزاماً على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح تكريمه وحثهم لمزيد من الإنجاز.
توحيد الخطاب الإعلامي ما بين المكون المدني والمكون العسكري حول الدور المتعاظم الذي يقوم به الجيش السوداني في استعادة أراضي الفشقة من شأنه رفع الروح المعنوية لجنودنا البواسل المرابطين في الثغور ومنحهم إحساس أن المعركة ليست خاصة باالجيش السوداني فقط بل هي معركة السودان.
الاهتمام الإعلامي الملفت للأنظار من قبل وسائط الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة في التوثيق لاحتفالات الجيش بالعيد رقم 67 في الشريط الحدودي وتحديداً في منطقة الفشقة كان مثار إعجاب ودهشة من قبل المواطنين وهم يشاهدون مناطقهم تحظى بتجوال عدسات الكاميرات موثقة للحدث التاريخي.
الدموع الممزوجة ما بين الحزن والفرح التي ذرفها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لدى مخاطبته للحشد الجماهيري بمنطقة ودكولي، كانت مؤثرة جداً للحضور وقاطعتها النساء بالزغاريد والتصفيق.
حديث رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أمام الحشود الجماهيرية في منطقتي ودكولي ووعروض يركز وبصورة واضحة على دور الجيش السوداني ومجاهداته تجاه حماية الوطن وحديثه كان بمثابة قطع الطريق أمام المشككين بأن الشراكة ما بين المكون العسكري والمكون المدني في طريقها للانهيار.
وقفة مجتمع ولاية القضارف بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية خلف القوات المسلحة في عيدها الـ67 جسدت صورة زاهية وجميلة في تلاحم الجيش مع الشعب إنفاذاً لشعار جيش واحد شعب واحد.
من يشكك ويتربص ويشوه سمعة الجيش السوداني يفتقر لأبسط المقومات الوطنية في حب الوطن ولا بد من إعادة البصر كرتين في تغيير هذه المفاهيم الخاطئة والسالبة تجاه جيشنا العظيم الموسوم بالانتصارات والبطولات.