الغالي شقيفات يكتب : طالبان في كابول
طالبان حركة إسلامية سنية تعتنق المذهب الحنفي، وتعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكماً واحداً لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان – حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تُخالفها – واجباً دينياً لا مفر من تنفيذه.
وأنشأت الحركة الإسلامية، المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) بولاية قندهار (جنوب غربي أفغانستان) على الحدود مع باكستان عام 1994، على يد المُلا محمد عمر مجاهد، وعلى حسب طرحهم يُريدون القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده في ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميراً لهم عام 1994.
وبعد تطبيق الشريعة الإسلامية بفهم طالبان والانتهاكات التي تعرّض لها المُواطن الأفغاني ودعم طالبان للإرهابيين، تم إسقاطهم بالتدخل الأمريكي، وأمطرتهم قاذفات الـ B 52 بالقذائف في جبال توربورا إلى أن تلاشى حكمهم، إلا أنهم بعد عشرين عاماً رتّبوا صفوفهم مسنودين بدعم وعقيدة قتالية وربما اتفاق سري أوصلهم إلى كابول من غير مقاومة، حيث سقطت المدن الرئيسية في أيديهم تباعاً وشجّعهم في ذلك انسحاب القوات الأمريكية، وفرّ الرئيس الأفغاني المُنتخب أشرف غني، وأعلنت طالبان العفو، إلا أنّ الكثير من الأفغان يتخوّفون من أن تعود الحركة إلى وحشيتها السابقة ويؤثر انتصارها على المحيطين العربي والإسلامي ويُشجِّع التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق والشرق الأوسط بالنهوض والدافع المعنوي، والمهم في الأمر أنّ الجيش أمّن الأمريكي المطار، وسيطر حالياً على الحركة الجوية لإجلاء الموظفين الأمريكيين ودول حليفة.
لكن الرحلات التجارية على الأغلب عُلِّقت، مما أدى إلى قطع السُّبُل أمام مئات الأفغان وغيرهم من الرعايا الأجانب وأطلقت القوات الأمريكية النار في الهواء لمنع المدنيين من الوصول إلى مُدرّج المطار.
وبعد إعلان حركة طالبان سيطرتها على العاصمة ودخولها القصر الرئاسي، انتشرت بعض مقاطع الفيديو المُصوّرة من داخل مطار كابول، حيث تسود حالة من الفوضى والازدحام الشديد، وافترش بعض المُسافرين صالات وساحات المطار وهذا يدل على خوف الناس من مُمارسات حركة طالبان.
نأمل أن تكون الحركة قد غيّرت من سياساتها السابقة وأصبحت مواكبة للعصر.