كل قوى تستلم مقاليد الحكم يلزمها تبني خطاب متوازن ومطمئن…
فلا تنزع لاحتكار كل شئ بلا مسوغ…
ولا تُكرِّس لشرعية ثورية هي كالزبد جفاء…
ولا تضفي على نفسها قدسية…
وأن لا تخدع الفئات الهشّة بشعارات كذوبة مضللة…
وأن لا يكون هدفها رسم واقع وردي مُفضي للجنون…
فإذا كان ذلك كذلك….
فهي تنتج شخصيات مشوهة…
وعقولاً منحرفة ونفوساً مريضة…
وتسقط بامتحان السلطة مبكراً…
الحال عندنا الآن مقارب…
فلا برنامج جامع يجمع عليه الكل…
بغياب رؤية استراتيجية لإعادة بناء مؤسسات الدولة…
قيادات مهزوزة أفكارها سراب بقيعة..
البعض مضى باتجاه الانكار وتغيير
الواقع…
غياب طاغ على المشهد…
فلم تعد إجابات لأسئلة تثور بأذهاننا…
لكنهم يقيمون أفعالهم دائماً في خانة الإيجاب…
بتقدير أقل ما يُمكن وصفه بالزيف…
فاستدراج المُجتمع والضغط عليه عبر الشعارات فعل سلبي بامتياز…
وإشاعة نمط حياة دخيل سلوك غير مقبول…
والانتقاص من مكانة الآخرين وعدم الحياد ظلم…
والتهافت لشغل المناصب الرئيسية أمر مستهجن…
والتمدد كالسرطان في مفاصل الدولة لا يبشر بخير…
القاعدة الشعبية لا تقبل بهذا…
ومن يعتقد أنه محمي من أسئلتها فذاك أضغاث أحلام…
عيبهم بنيوي لا يهتم بالتنوع ابتداءً داخل الجسد….
تركيبتهم غير مؤهلة للقيادة…
غير قادرة على هضم تنوعات الوطن في ثقافاته وتاريخه…
من كذب مرة سيكذب ألف مرة…
ومن هتف بشعارات ثم أتى بنقيضها لا مبدأ له…
لقد أسمعت إذ ناديت حياً… لكن لا حياة لمن تنادي….