الخرطوم: آثار كامل
تشهد مراكز خدمات الجمهور الخاصة بالمعاملات واستخراج الوثائق الثبوتية من جواز وبطاقة قومية ورخص قيادة ازدحامًا كثيفاً وتدفقاً غير مسبوق امتد لأكثر من ثلاثة أشهر معلناً عن بروز أزمة على سطح الأحداث تتمثل في صعوبة استخراج وتجديد الجواز والبطاقة القومية وتفاقمت الأزمة عقب عودة السودانيين العاملين بالخارج بعد انحسار فيروس كورونا الذي منعهم من العودة لعامين ما جعل الكثير منهم يحتاج لتجديد جواز سفره الذي انتهت صلاحيته فأصبح التكدس بمجمعات خدمات الجمهور بالمحليات الثلاث (الخرطوم, بحري, أمدرمان) سيداً للموقف وأصبح المواطن المغلوب على أمره يبدأ الرحلة الماكوكية منذ الرابعة فجراً بهدف الحصول على أورنيك الإجراءات الذي تحدد له المجمعات عددية معينة كل يوم.
شكوى
شكوى المواطن بدأت تكشف عن معاناته، فقد أصبح المواطنون ينادون بتوفير أبسط المقومات للحصول على وثيقة تثبت هويته ويحتاجها بشدة كونها مرتبطة بالعديد من الأنشطة الحياتية اليومية كونها ترتبط بسريان الخدمات والمعاملات الأخرى كالبنوك والحسابات والدراسة وغيرها فيما تتسبب في خسائر فادحة للمواطنين, خاصة من ارتبط عملهم بالخارج كون أن الحصول على جواز السفر أصبح أمرًا في غاية الصعوبة، بل دخل إلى السوق السوداء كون أن الأزمة أفرزت بعض المعاملات الموازية والسوق السوداء واستغلال النفوذ، ثبت ذلك من خلال إعلان الشرطة الأسبوع الماضي القبض على شخص ينتحل صفة ضابط برتبة نقيب يقوم باصطياد طالبي استخراج الأوراق الثيوبية ويوهمهم بأنه يستطيع استخراجها لهم لكن نظير مقابل مبلغ كبير.
تحرك
قضية تعثر استخراج الأوراق الثبوتية جعلت هيئة قيادة الشرطة وهيئة الجوازات والسجل المدني تتحرك لحل الأزمة المتزايدة، وبحسب معلومات تحصلت عليها (الصيحة) فإن الشرطة عقدت اجتماعات طارئة ودورية لبحث الازمة والتوصل لحلول لها، وكانت قد أنشأت رئاسة الشرطة المجمعات الثلاث لتسهيل تقديم الخدمات للمواطن وتقليل الجهد والوقت والتماشي مع التوجيهات عبر مشروع الحوكمة الإلكترونية وأنظمة الدفع الإلكتروني وتحقيق رضا الجمهور بجانب شروعها في تنفيذ مجمعات خدمات جمهور بالولايات في إطار تطوير وترقية الخدمات.
مسائل مالية
سبق أن أوردت (الصيحة) وفق مصادرها أسباب توقف عمليات استخراج البطاقة القومية والجواز التي تعود الى مسائل مالية متعلقة بالمواد الخام المستخدمة في البطاقة القومية والجواز، وأشارت المصدر إلى أن المواد الخام تستورد من ألمانيا، وذكرت أن وزارة المالية حاولت مراراً توفير الاعتمادات وما زالت تجتهد في مسعاها، فيما اتجه السجل المدني مؤخراً ومراعاة لحاجة المواطنين باعتماد البطاقة التي انتهت صلاحيتها لتكون سارية لمدة عام لحين وصول متطلبات الاستخراج بالمصنع السوداني.
تطوير الإدارة
العقيدة العسكرية أمر مقدس لدى كل القوات النظامية التي ترتدي البدلة العسكرية فلا زالت الشرطة تعمل جاهدة لخدمة المواطن بكل ما لديها من إمكانيات وطبقاً لخبراء وضباط شرطة بالمعاش لديهم رؤية بأن مؤسسة الشرطة تحتاج إلي بعض التطوير فيما يختص بالتطوير الإداري داخل إداراتها المختلفة خاصة الإدارات المرتبطة بتقديم خدمات للجمهور وإزالة العقبات التي تواجه العمل وصولًا الى أقصى درجات الكفاءة والتميز في أداء الواجبات وإزالة الصورة السالبة.
جهود القيادة
كشفت مصادر (الصيحة) عن سفر مدير عام الشرطة الفريق أول شرطة حقوقي خالد مهدي ومدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة اللواء شرطة آدم إبراهيم إلى خارج البلاد في رحلة إلى جمهورية الصين تصب في إطار سعي قيادة الشرطة لحل أزمة طباعة الجواز والبطاقة القومية بتوفير دفاتر الطباعة وأصل البطاقة وجلبها من الخارج، ولفتت المصادر بأن ادارة الجوازات والهجرة وهيئة السجل المدني قررت مؤخراً زيادة صلاحية الجواز السوداني الى (10) سنوات لتخفيف الضغط وتقليل تكلفة المواد الخام التي تستورد من ألمانيا بمبالغ طائلة مما تسبب في عجز مالي بجانب مدة الصلاحية بسيطة لتلجأ الإدارة الى المعالجة بزيادة المدة والاتجاة الى دول أخرى لحل الأزمة وكان قد وجه مدير الشرطة الأسبوع المنصرم بإكمال توسعة خطوط الإنتاج للجواز الإلكتروني والبطاقة القومية ورخص القيادة بجانب تسهيل وانسياب إجراءات المعاملات الهجرية بالمجمعات والمراكز الطرفية بجانب زيارة مدير السجل المدني اللواء أمير أحمد حسن إلى مجمعات الجمهور عقب تداول مقطع فيديو (الازدحام) الذي عكس مدى التكدس والتزاحم بالشكل العشوائي بأحد المجمعات وقد وجه اللواء أمير بتسريع الخطى في إنجاز المعاملات اليومية ومضاعفة الجهود لحل الإشكالات ومناشدًا المواطنين بإكمال إجراءاتهم بالمراكز الطرفية للجل المدني لتخفيف الضغط على المجمعات وتقليل الازدحام.
السياسات العامة
قال محمد الحسن الخبير في الشئون الشرطية لـ(الصيحة) بأن لابد من التغيير في السياسات العامة للشرطة، مشيراً الى أن الشرطة استطاعت أن تبدي الخطوات الإيجابية بالتسهيل للمواطن وتقديم الخدمات في مجمعات مؤهلة بأحدث الأجهزة بجانب خلق علاقة وطيدة مع الجمهور فلابد من السير والمواصلة في تأهيل المنظومة الشرطية واستصحاب كل المعوقات الفنية التي تعمل على هزم الجهود ولفت الحسن إلى أن لابد من تهيئة وتسخير كافة المعينات لخدمة الجمهور تجنباً للازدحام.
حلول
وربما دفعت الحاجة المواطنين أنفسهم للتفكير في حلول لقضية استخراج وتجديد الجواز موضحين أن الإجراءات التي تتم نفسها تدعو لتعطيل المواطن إذ تلزم إدارة الجوازات والهجرة المواطن الدفع عبر تطبيق بنكك التابع لبنك الخرطوم بينما يمكن استصحاب حلول أخرى مثل الدفع نقداً أو عبر البطاقات المصرفية فيما أشار المواطن خالد أحمد عباس الذي تحدث لـ(الصيحة) إلى إمكانية تجديد ذات الجواز منتهي الصلاحية في حالة أن تكون أوراقه ممتلئة بالتأشيرات لافتاً إلى أن بعض الجوازات التي يتم تجديدها يكون حاملها قد استخدم ورقة واحدة منها ما يعتبر إهداراً للموارد، وأشار إلى إمكانية وضع ختم ظاهر في صفحة كاملة يبين أن الجواز نفسه تم تجديده بدون اللجوء إلى إلغاء الجواز القديم وإصدار جواز جديد بذات البيانات لذات المواطن.