أطلق الدكتور حمدوك رئيس الوزراء، مبادرة سمّاها المبادرة الوطنية، وكان القصد منها مصالحة وطنية شاملة أو وفاق وطني، واجتمع ببعض قوى سياسية خارج الحرية والتغيير وكان الحديث حول عملية مبادرة وطنية شاملة لرأب الصدع الوطني والعمل على جمع الصف لمُقابلة التحديات الكبرى التي تُقابل البلاد، ولكن لما صدرت هذه المبادرة مكتوبة خالفت ما قيل عنها شفاهةً في اللقاءات مع القوى، وأيضاً خالفت نص المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور حمدوك من أجلها، وقلنا في نهضة السودان ونداء البرنامج الوطني إنها بداية ننظر فيها لما تكون آليات تنفيذها، واعطى السيد رئيس الوزراء فرصة قلنا قد يتدرج في الطرح حتى يصل الى المبتغى المنشود، ولكن بعد ان طرح اللجنة التي تدير هذه المبادرة اكتشفنا أنها سراب وهي احمد وحاج احمد.
أولاً تكونت اللجنة من قوى الحرية والتغيير التي هي أس المشكلة وهي الموجودة في الحكومة.
ثانياً أضيف لها بعض رجال الإدارة الاهلية.
ثالثاً أُضيف لها بعضٌ من رجال الطرق الصوفية الذين هم جُزءٌ من الحرية والتغيير وهم عبارة عن شمار أُضيف لحلة المبادرة.
رابعاً خلت من كل القوى السياسية المعارضة بما في ذلك القوى التي كانت في الحرية والتغيير كالبعث وداعة والحزب الشيوعي وآخرين من اليسار.
خامساً خلت تماماً من اليمين الذي كان مشتركاً في الثورة منذ بداية الحراك.
سادساً خلت من الاحزاب التي كانت مشاركة ولكن ترجّلت قبل سقوط الإنقاذ وانضمت للحراك الثوري.
سابعاً خلت من التمثيل الشامل لولايات وأهل السودان.
ثامناً خلت من بعض حركات الكفاح المسلح.
تاسعاً خلت من كل القوى السياسية من غير المؤتمر الوطني.
وعليه، هذه المبادرة وُلدت ميتة، ولذلك بدأ البعض يخرج منها كـ”مني” و”تِرِك” والحبل على الجرار.
هذه المبادرة هي لشراء الوقت، الاستهبال السياسي، واعتقد أن هنالك أجندة أخرى فيها سنتحدث عنها لاحقاً بما فيها التفكير فيها ان تحل محل مجلس شركاء الفترة الانتقالية والذي لم يحصلوا عليه بالباب عاوزين يحصلوا عليه بالشباك.
من خلال لجنة المبادرة (والجواب يكفيك عنوانه)، هي مشروع داخلي لمعالجة خلافات وإخفاقات الحرية والتغيير وليس مبادرة من أجل المصالحة أو الوفاق الوطني، ولذلك الحل الآن في وحدة القوى السياسية والمجتمعية والأهلية المعارضة والذهاب الى انتخابات عاجلة، لأن حال البلد لا يحتمل التأخير وكان الأمل في هذه المبادرة ولكن ولدت ميتة وضاع هذا الامل اذن.
الانتخابات.. الانتخابات.. الانتخابات.
وعليه نفصل فيها أكثر في الحلقة (2)
تحياتي