افتتحت القوات المسلحة، عدداً من المنشآت الحيوية في إطار الاحتفال بعيدها الـ(67)، واختارت من بين المناطق، الأراضي المستردة من إثيوبيا في محلية القريشة، منها “الفشقة الكبرى والصغرى” التي تتوسط نهر عطبرة وتم افتتاح جسرين هما ود عاروض وود كولي، وهذا العمل تم بين شركات القوات المسلحة وبعض الشركات الوطنية والتي وفّرت السيخ والأسمنت، وترأس لجنة الإسناد الفريق محمد الغالي يوسف الذي لم يدّخر جهدا أو وقتاً هو وزملاؤه في اللجنة حتى تم إنجاز هذا العمل المشرف الذي أثلج صدور السُّودانيين قبل أهل القضارف، وسكان قطاع تبارك الله المستفيدين مُباشرةً من الجسور المنجزة.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي افتتح المنشآت، قد وعد أهل ود عاروض في زيارة سابقة له بتنمية المنطقة وقد أوفى بوعده، ولم يخذله اللواء عبد المحمود حماد ورفاقه في الشركات العسكرية واللواء هشام قائد سلاح المهندسين والشركات المدنية المساهمة، جميعهم أدخلوا الفرحة في نفوس المُواطنين الذين دفعوا ثمناً غالياً من أجل تثبت هوية المنطقة وتُراثها السوداني وبهذا يكون عبور النهر سهلاً للمُواطنين والفشقة منطقة زراعية خصبة وواعدة وتحل مشكلة البطالة في السودان، وكما قال حمدوك تكفينا وجيراننا.
وبحسابات إزالة التهميش، تعتبر الجسور والطرق والردميات، التي تمت واحدة من الإنجازات الكبيرة التي تُساهم في إزالة الغبن التنموي.
وقد كان وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم حضوراً وكذلك الدكتور الهادي إدريس عضو المجلس السيادي رئيس حركة تحرير السودان، المجلس الانتقالي، وهما كانا قد رفعا السلاح من أجل إزالة التهميش والمُساواة بين الشعوب والعدالة بين المواطنين، وقد شاهدا الأرض البكر التي تحتاج إلى ملايين البشر لزراعتها.
والآن يمكن القول، إن القوات المسلحة التي قدمت الشهداء من أجل حماية الوطن واسترداد الأراضي المُحتلة قد التحمت تماماً مع شعبها والرضاء التام في وجوه المواطنين والهتافات العالية “جيش واحد وشعب واحد”، وكذلك تهنئة حمدوك للجيش وزيارته الميدانية ومعه عددٌ كبيرٌ من الوزراء أكدت دعم المدنيين للجيش، كما أن مشاركة اللواء عثمان حامد الشهير بعثمان عمليات قائد أركان قوات الدعم السريع في البرنامج، وتواجد قوات الدعم السريع في الخطوط الأمامية ومعسكر ود عاروض والتحامهم مع المواطنين، كان له الأثر الأكبر.
نأمل المزيد من التلاحُم والتعاضُد والتكاتُف من أجل حماية الأرض والعِرض والحفاظ على مُكتسبات الوطن الكبير، كما نفّذت شركة شواهق الهندسة 34 معبراً في طريق “القريشة – تبارك الله – بربر”، و”بربر – ود عاروض”، ومن ثم “ود عاروض – خور زراف”، وبداية المعابر كانت من الطريق القديم “القضارف – دوكا”، وبالتالي ارتبطت القضارف بكل المناطق والآن لا يُوجد شئ يُعيق الحركة في الخريف يعني أي خور أصبح فيه مَعبرٌ وهذا ما ظل مواطن تلك المناطق ينتظره عقوداً من الزمان، وقد كان بِهمّة وإصرار البرهان ورفاقه، ومتابعة ومنح الشركات والشخصيات المساهمة نجمة الإنجاز وهو عملٌ مُستحقٌ.
ونفّذت شركة جعفر محمد المبارك جسر ود كولي في ستة اشهر تحت إشراف المستشار الهندسي للقائد العام وهي مجموعات سودانية مئة بالمائة ويدحض الحديث المُتداول في الخرطوم حول مشاركة دولة مجاورة في العمل والتنفيذ وكان كل المُساهمين حضوراً عدا صديق ودعة الذي تم تكريمه غيابياً.