تجتهد لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة المركزية قدر المُستطاع لإرضاء الشعب ومُطاردة فلول النظام البائد ومُصادرة الأموال المنهوبة، وكَشف الكثير للرأي العام المُتعطِّش لسماع مُصادرة مُمتلكات الكيزان ومُحاسبة المُجرمين منهم، خاصّة المُشاركين الفعليين في صناعة الأحداث، والذين أصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها، إلا أنّ لجان التمكين في بعض الولايات عملها ضَعيفٌ وتضم عناصر ليست محل إجماع أو قبول للجماهير، ومن هذه اللجان لجنة إزالة التمكين بولاية شمال دارفور وهي لجنة مطلوبٌ منها أن تُوضِّح للرأي العام ماذا فعلت.
وكُنت قد أجريت حواراً صحفياً مع والي شمال دارفور نمر عبد الرحمن، وسألته عن دور لجنة إزالة التمكين وشكاوى المُواطنين، حيث طالبهم الوالي بالخروج للرأي العام وتوضيح إنجازاتهم وتمليك أعمالهم لمواطن شمال دارفور، وقال الوالي إنّه حضر اجتماعا للجنة ولم يتم تنويره بتفاصيل الأنشطة التي قامت بها اللجنة في الفترة الماضية وشرح القضايا التي فصلوا فيها والمُمتلكات التي تمّت مُصادرتها والمؤسسات التي أزالوا منها التّمكين، وعبّر عن حاجة اللجنة لبرنامج في التلفزيون أو وسائل الإعلام لإزالة الغُبن تجاه اللجنة والاتّهامات المُوجّهة لهم بأنّهم لم يَستهدفوا الجهات المعنية، وأكّد الوالي أنّه سيجلس معهم لوضع خارطة طريق.
ويشتكي المواطنون أن جهات بالولاية في عهد النظام البائد قامت بتوزيع الساحات العامة كمواقع سكنية، وأنّ الأتراك تكفّلوا ببناء مستشفى متكامل في جنوب الفاشر، وعندما جاء التنفيذ وجدوا أن الساحة وُزِّعت منازل، وفَقدَ المواطن مستشفى، ثمن غرفة واحدة فيها يُعادل أضعافا مضاعفة لما كسبته حكومة الولاية ويُعادل ثمن عدة منازل في الفاشر.
هذا نموذجٌ واحدٌ فقط، كما أن الشارع الرئيسي بسوق المواشي الفاصل بين سوق وأجهزة وشجرة الزياديات، والرابط بين القسم الجنوبي وأولاد الريف قد تم توزيعه دكاكين، وكان الوالي الشجاع النعيم خضر مرسال قد أصدر قراراً بإزالة الدكاكين وفتح الطريق من أولاد الريف حتى القسم الجنوبي.
فبالله عليكم كيف لحكومة راشدة وإدارة مسؤولة تُوزِّع طريقاً عاماً دكاكين من أجل الإيراد ومنفعة أشخاص بعمل مضايقات لمواطنيها، وخلق ازدحام واختناق في الحركة والمرور، وتصدِّق طلمبات الوقود وسط المتاجر.
حتماً ستأتي حكومة تزيل هذه التشوُّهات إن فشلت حكومة نمر ولجنة إزالة التمكين المُتّهمة بالتراخي، وعلى المواطن أن ينتبه، خاصة الذين يُريدون الشراء “ما تكب قروشك في محل ما مضمون”، لا بد أن تضع في الاعتبار الإزالة، لأنّ راحة المُواطن أهم من فائدة الأشخاص، ومطلوبٌ من الوالي زيارة المواقع والوقوف ميدانياً على هذه التشوُّهات.
ولجنة التمكين بالولاية إن لم تفتح هذه الملفات ومُحاسبة المهندسين الذين يُوزِّعون الدكاكين فوق خُطُوط المياه والطرق العامّة وتصديق الطلمبات دُون مُراعاة السلامة العامة، إن لم تفعلوا عليكم بالمُغادرة وتعيين كوادر أكثر ثوريةً منكم هَمّهم الوطن والمواطن.
وعلى اللجنة بالمركز، ود الفكي ومناع ووجدي مُراجعة ومُتابعة لجنتكم بولاية شمال دارفور ومُحاسبتهم في التقصير سواء في ملفات الأراضي وسوق المواسير والفساد والخدمة المدنية وغيرها من الملفات المُهمّة من الولاة السابقين، حتى الوالي محمد الحسن عربي، ومقارنة الفاشر بالخرطوم، يُمكن أن ترى بعض الإنجازات في الفاشر، ويتردّد أن في عهد الوزيرة منى التي أقالها محمد الحسن عربي قبل إعفائه بيوم أنّها قامت بإنجاز عدة طرق، منها امتداد الربوة غرب جامعة الفاشر، فلها التحية وهي أكثر إنجازاً من والي الخرطوم أيمن نمر الذي فشل في ملف الطرق والخدمات..!